خرج زعيم الأندية السعودية والآسيوية ونادي القرن الآسيوي وصيف العالم من نصف نهائي دوري أبطال آسيا 2023-2024 رغم فوزه على العين الإماراتي الشقيق بنتيجة 2-1 وتأهل العين بحسابات الذهاب والإياب 5-4 بعدما قدم الهلال مباراة سيئة في الذهاب وخسرها بنتيجة (2-4).
الهلال الذي حقق 34 فوزاً متتالياً تجلى بها داخل المستطيل الأخضر مسقطاً خصومه الواحد تلو الآخر ليدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية إثر هذه السلسلة الطويلة من الانتصارات المتتالية يتم تقويضه في يوم وليلة ليظهر بهذا المستوى الهزيل في نصف نهائي القارة الآسيوية وحتى وهو يقدم أفضل مستوىً له في هذا الدور في الشوط الثاني من مباراة الثلاثاء الماضي إلا أنه لم يكن يشبه الهلال الذي عهدناه في هذا الموسم بل كان فريقاً مرهقاً يلعب بذهنية غائبة ويبقى السؤال المحير: من قوّض الهلال؟
للإجابة عن سؤال بهذا الحجم نحتاج لدراسة بعض المعطيات المستنتجة من الواقع الذي عاشه الهلال قبل نصف النهائي الآسيوي بثمانية أيام وهي:
1 - الهلال كان ملزماً بلعب مباراتي نصف نهائي ونهائي السوبر في 8 و11 إبريل في مدينة أبوظبي بجدولة فرضت عليه في الأمتار الأخيرة ولم تراعِ تأهل الهلال لنصف النهائي الآسيوي وكونه سيلعب مباراة الذهاب في 16 إبريل في نفس المدينة مع شقيقه العين الإماراتي وماترتب على ذلك من خوض الهلال لمباراتين قويتين في السوبر توج من خلالهما بالبطولة ثم عاد إلى الرياض بعد التتويج بالسوبر وليعود مجدداً خلال يومين إلى مدينة أبوظبي لخوض ذهاب نصف النهائي الآسيوي، فقد كان لضغط المباريات في مدة وجيزة والتشتيت الذهني في تنوع البطولات وكثرة السفر والترحال مابين الرياض وأبوظبي التأثير السلبي الفني والذهني على الفريق والذي كان واضحاً في مباراة الذهاب من الاستحقاق الآسيوي.
2 - تداعيات تأجيل مباراة الأهلي والهلال وما صاحبها من بيانات وتخصيص برامج رياضية لحلقاتها في تلك الفترة لمناقشة هذه القضية التي أصبحت قضية القضايا الرياضية في أجواء مشحونة لم تراعِ أن الهلال يمثل الوطن في مسابقة تعد الأعلى قارياً ومع أن إدارة المسابقات في رابطة دوري روشن أجلت المباراة بصلاحيات منحتها لها لائحتها مسببةً ذلك بتأجيل مباراة الذهاب ليوم واحد بسبب الأحوال الجوية في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ولكن لأنه (الهلال ) احتج المعني وغير المعني بالتأجيل المبرر!.
كل هذه الظروف التي عاشها فريق الهلال قبل خوض مباراة الذهاب تحديداً والتي ألقت بظلالها على مباراة الإياب كنتيجه طبيعية قوّضت الهلال فنياً وذهنياً في هذا الدور المفصلي من البطولة ولا نخلي ساحة المدرب خيسوس واللاعبين من الوقوع في بعض الأخطاء ناهيك عن الأخطاء التحكيمية التي كانت مؤثرة في مباراة الإياب تحديداً.
نبارك للعين الإماراتي الشقيق هذا التأهل المهم لنهائي دوري أبطال آسيا 2023-2024 وأتمنى له التوفيق في النهائي وتحقيق اللقب وهو جدير بذلك كما أتمنى التوفيق للهلال فيما تبقى من بطولات الموسم وأن لايؤثر عليه هذا الخروج المر من بطولة اعتاد على الوصول فيها للنهائي وهو زعيمها بأربعة ألقاب وسوف يستمر زعيماً لها وله عودة للمنصات الآسيوية من خلال بطولة نخبة أبطال آسيا الموسم القادم.
ونصيحتي لكل من ينتمي للوسط الرياضي بأن يتم الفصل بين التنافس المحلي وتداعياته ودعم الأندية التي تمثل الوطن قارياً وعالمياً كون نجاحها يعد نجاحاً ورفعة للكرة السعودية.
والله الموفق.
** **
- محمد المديفر
للتواصل: abosannm@hotmail.com