«الجزيرة» - الرياض:
برحيل الأستاذ عبدالرحمن بن فيصل بن معمر، الذي انتقل إلى -رحمة الله تعالى-، فقدت الساحة الأدبية والإعلامية في المملكة، أحد أبرز روادها الذين يشار إليهم بالبنان خلقاً وتواضعاً ومهنيةً.. حيث قدم الفقيد للأجيال إرثاً أدبياً وصحفياً على مدار سنوات طويلة، تاركاً مفرداته في صفحات الكتب وجُمله التي حملت الوعي والثقافة والتسامح والانفتاح.
ونعت الأسرة الثقافية والإعلامية في المملكة ودول الخليج، الفقيد الراحل على منصات التواصل الاجتماعي، وعبر الصحف المحلية بالعديد من المقالات والتغريدات التي تثني على مسيرته الرائدة المتوهجة.
وقال وزير الإعلام، في حسابه على منصة إكس: أنعى ببالغ الحزن والأسى الأستاذ عبدالرحمن بن معمر؛ رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة» الأسبق -رحمه الله-، تاركاً سيرة عطرة في مسيرته الإعلامية.. أسأل الله تعالى أن يتغمّده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
والفقيد عبدالرحمن المعمر وُلد في عام 1940 في قرية «سدوس»، شمال الرياض، وفي سن السادسة من عمره انتقل إلى الطائف، حيث نشأ في بيت ابن عمه ووالد زوجته الأمير الشيخ عبدالعزيز بن فهد المعمر، وطالما كان الراحل عبدالرحمن بن معمر يستذكر أثر السنوات التي قضاها في الحجاز على نشأته الأدبية، وكان يقول إن حياته المبكرة في الطائف أتاحت له اللقاء بأعلام وأدباء كبار كانوا يتوافدون على الطائف في الصيف، وكانت الطائف ملتقى لرجالات الدولة وزوارها وعدد من المثقفين والأدباء.
كما شغل الفقيد مناصب عدة، منها: عضو مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية، ومستشار خادم الحرمين الشريفين، ثم أمين عام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، فمستشار في الديوان الملكي، كما كان مشرفاً عاماً على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وأميناً عاماً لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.
انطلقت مسيرة الفقيد الراحل الأستاذ عبدالرحمن بن فيصل بن معمر في صحيفة «الجزيرة»، عندما كانت صحيفة أسبوعية، وتبنى قلمه الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس؛ مؤسس صحيفة «الجزيرة»، بدأ إصدارها في عام 1379هـ/ 1959م مجلة شهرية، وتسلّم رئاسة تحريرها بعد الأستاذ عبدالعزيز السويلم، بعد تحويلها إلى مؤسسة صحيفة تصدر عنها صحيفة «الجزيرة»، وفي لقاء لـ»الجزيرة الثقافية» تحدّث الأستاذ عبدالرحمن بن معمر عن التحديات والصعوبات الذي واجهها في تجربته في رئاسة التحرير لصحيفة الجزيرة في الثمانينيات الهجرية، وانتقاله إلى وكالة الأنباء السعودية، وملازمته رواد ذلك العصر؛ الأستاذ أحمد عبدالغفور عطَّار، والأستاذ عبدالقدوس الأنصاري، والتي أثرت تجربته الإبداعية، وتأسيسه «دار ثقيف» للنشر والتأليف بمشاركة الأستاذ عبدالعزيز الرفاعي، وقيامهما بإصدار المجلة الدورية «عالم الكتب»، كما أبان الأستاذ عبدالرحمن بن معمر عن انشغاله -بعدها- بتسجيل مذكراته من خلال التسجيل الصوتي، ويعينه على كتابتها ابنه الأستاذ بندر بن عبدالرحمن المعمر، وكانت خاتمة اللقاء معه بالوقوف على آخر كتبه الذي أصدرها حول أدب الظرف والطرافة والعشق والجمال، وهما «المضيفات والممرضات في الشعر المعاصر» و»البرق والبريد والهاتف وصلتها بالحب والأشواق والعواطف».