إعداد - عبدالله عبدالرحمن الخفاجي:

يزهر الربيع بأزهاره ووروده لتكون لوحات من ألوان الطبيعة وتتناغم لتعطي ذاك الجمال الذي يلهم الشاعر والكاتب والفنان ويكون وحياً للإبداع والفكر والفن.

في نهاية فصل الربيع ومن وحي جماله أقيم معرض آخر الربيع لنخبة من الفنانين التشكيليين في مدينة الرياض في هنا التخصصي وهم: كادي العسيري، فهدة الشلهوب، د. سوسن السجان، عبدالله الرشيد، مي العيار، مهدية آل طالب، محمد النقيدان، الكسندرا نوفيك خميس، مرام الحربي، عبدالمجيد العسكري. القيّم الفني للمعرض: مها الشريف.

وتضمن المعرض مجموعة مميزة من الأعمال الفنية التشكيلية ليعبر الفنانون من خلالها عن فصل الربيع، حيث اختارت الفنانة التشكيلية مهدية آل طالب المرأة بأسلوبها وهويتها الخاصة لتعبر من خلالها عن جمال الربيع حيث كونت الأزهار الأقمشة التي ترتديها بألوان زاهية ويتزين رأسها بإكليل من الورود.

أما الفنانة التشكيلية كادي العسيري فاختارت ألوان البنفسج وتدرجاته اللونية ومن خلفها البدر باكتماله ليحاكي ليالي الربيع الصافية بأسلوب تأثيري مميز أظهرت من خلاله مرحلة جديدة من إبداعها الفني لتكون بدايةً لمحطة جديدة وهوية مميزة تظهر من خلالها شخصيتها الفنية.

واختار الفنان التشكيلي عبدالله الرشيد مفردة الإبل لتكون مع تناغمها مع أزهار الخزامى لوحة متفردة تعكس جمال الطبيعة في المملكة مع أصالة الإبل وقيمتها ويتميز الفنان عبدالله الرشيد بأسلوبه الفني وإبداعه التشكيلي في صياغة أعماله الفنية.

واختارت الفنانة التشكيلية د. سوسن السجان مفردات النخيل والتراث المعماري النجدي الذي تميزت في انعكاسه على جل أعمالها الفنية بأسلوبها التأثيري المميز لينعكس بتكوينها شيئٌ من البهجة والفرح والاحتفال في إحدى ليالي نجد.

واختارت الفنانة التشكيلية فهدة الشلهوب عملاً سريالياً جمع بين شلالات المياه واندماجها مع الأفق بتدرج لوني سلس ومميز يظهر عمق التكوين وتناسق عناصر العمل.

أما الفنانة التشكيلية مي العيار فقد تميزت أعمالها الفنية غالباً بألوانها الزاهية ومفرداتها الربيعية حيث اختارت زهرة ربيعية أحادية اللون لتشكل بخطوطها المبهجة كامل عملها الفني وتعكس إلهام الربيع وجماله في عملها.

والفنانة التشكيلية مرام الحربي تحاكي بعملها الفني الطيور والأزهار لتتغنى بآخر الربيع من خلالها وتكون عملها الفني بأسلوبها وشخصيتها.

وشاركت الفنانة التشكيلية الكسندرا نوفيك خميس بعملين فنيين جمعت من خلالهما بين أزهار الربيع وألوانها وبين يد امرأة تتغزل بإحدى الأزهار بأسلوب واقعي جميل.

ومن الطبيعة السعودية ورمالها وجمالها وبأسلوب واقعي اختار الفنان محمد النقيدان مفردات من هذه الطبيعة في عملين فنيين أحدهما أظهر زهور الديدحان أو شقائق النعمان وتناغمها مع الخزامى والعديد من الأزهار الأخرى واختار في عمله الثاني باقة من الأزهار تشكلت داخل إطار سيارة قديم بدون تدخل بشري لتظهر مشهداً مختلفاً ومميزاً.

وفي مشهد واقعي جمع فيه الفنان التشكيلي عبدالمجيد العسكري بين شجرة كبيرة معمرة وامرأتين ترعيان الأغنام بألوان حارة تحاكي بيئة العمل الفني في نهاية فصل الربيع.

جمع المعرض في أروقته مجموعة جميلة من الأعمال الفنية لأسماء فنية متميزة في مدينة الرياض ليكتب من خلالها تلك المفردات الربيعية التي تمتع الذائقة البصرية بمفردات استلهمت من ألوان الربيع وتكويناته وجماله.

** **

إكس: AL_KHAFAJII