يا ليتَها لمْ تَصْدُقِ الأخبارُ
وتغافلت عن حكمِها الأقدارُ
أستغفرُ الرحمنَ أمضى ما قضى
فلكل حيٍ يومُهُ المُختارُ
الشعرُ دُكَّ وزُلزلِتْ أركانُهُ
والبدرُ غاب فماتت الأقمارُ
قد أسدل الليلُ الكئيبُ ظلامَهُ
وتسارعت للحودِها الأشعارُ
يا بدرُ ما هذا؟ عهدتُك بلسمًا
يشفي الجروحَ فتسْكنُ الآثارُ
أفهكذا يا سيدّي ومعلمي
وأخي ومحبوبي تئنُّ الدّارُ؟
أفهكذا يا من صَنَعْتَ شُعورَنا
تمضي فيُسدَلُ حاجبٌ وستارُ
أوَهكذا يا من أنَرْتَ عُقولَنا
تمضي فَتَهجُرُ كونَنا الأنوارُ
قد كنت دومًا طبَّ جدبِ قلوبنا
فلكم سقانا غيثُكَ المدرارُ
قد كنت دومًا صوتَ مجدِ بلادِنا
لكأنَّ حرفَكَ سيفُها البتّارُ
قد كنت عملاقًا عظيمًا مبهرًا
إبداعهُ تحكي بهِ الأقطارُ
قد كنت إنسانًا كريمًا مغدقاً
تُقضى بجودِ صنيعهِ الأوطارُ
هي هكذا الدنيا تعافُ كرامَها
فيفارقُ الأفذاذُ والأخيارُ
ما فارق البدر المنيرُ سماءَنا
إلّا لتحفظَ نورَهُ الأبصارُ
ولسوف يخلد ذكرهُ وعطاءُهُ
ما نام ليلٌ واستفاقَ نهارُ
** **
- عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز