صدمة الفراق الأزلي للشاعر الكبير الأمير بدر بن عبدالمحسن عمّت أرجاء المملكة العربية السعودية والوطن العربي فقد كان شخصاً استثنائياً في تمكّنه من موهبته إلى درجة التفرّد -رحمه الله- مما أفضى إلى وصوله لقلوب الناس وذائقتهم الرفيعة في كل أغراض الشعر التي تطرّق إليها في مشوار عمر نجاحه حتى باتت بصمة تميزه وواجهة مشرّفة للشعر المتميز (العمودي والتفعيلة) وجاءت المراثي فيه مؤثرة جداً لأبرز الشعراء كقصيدة الشاعر الأمير فيصل بن خالد بن سلطان - أمير منطقة الحدود الشمالية:
يا فارس آل سعود باللطف والحرف
عز الله إنه حيل مدمي رحيلك
وشلون نكتب فيك والشعر بك عرف
ونسمع ولا تكتب فقدنا دليلك
قلوبنا فيها الحزن ضافي ورف
غطاّ سواد الحزن ضيّك بليلك
بدر يغيب ورف لوصاله الطرف
بين الغيوم وديمها نستخيلك
يا من بحر شعرك من العذب والعرف
خلّدك في جيلك وفي غير جيلك
الله يحسن بك عزا النحو والصرف
ويحسن لنا بالصبر والله وكيلك
منهو يلوم العين لو دمعها ذرف
واسقا جفا وادي حنيفه نخيلك
يالبدر فقدك ماهو بموقف وظرف
يروح عنا لو تروح انعنيلك
الله يغفرلك عدد ما انكتب حرف
وعدد مايكسي نبل طيبك جميلك
ويقول الشاعر ضيدان بن قضعان:
لله الأمر وماقضى الله صار يالسبت الحزين
والحزن مثل الحب قوتٍ للقلوب المؤمنه
لكن هذا غير عن هذا ودورات السنين
لها على الغرّات غاراتٍ تسمى محزنه
للحزن يااطيب كل قلب وللبكاء ياكل عين
دام الصبر على الحدث ماهوب حاجه ممكنه
البدر يبدي في السماء ويبين ويغيب ويبين
لكن بدرٍ غاب ماتبديه طول الأزمنه
ودعتك الله فوق هام السحب يا أغلى الراحلين
يا من خلقك الله تقول من أعذب القول أحسنه
إختارك الله في جواره والله أكرم الاكرمين
ياراية الحب الإلهي ياسناه وموطنه
الله من حبٍ زرعه الله في الناس أجمعين
اللي تعرفك لو ماتفهم ما تقوله الألسنه
ويقول الشاعر منصور البطي:
يامال الجنه ياشاعر انبهر منه القصيد
خادم الدين ومليكه في قصايد من ذهب
ومنها قوله:
البدر نور الليالي والرسايل والبريد
تزهر ورود المشاعر والمشاعر لاكتب
ويقول الشاعر سلطان بن بتلاء:
فقيد الوطن والشعر وأهل الشعر والناس
ترك فوق هام السحب صوته ينادينا
هو اللي زرع شعره بجوف الجماد احساس
وهو اللي ملا الوجدان شعره باغانينا
ياكبر الفراغ اللي على الحبر والقرطاس
وعلى المنبر اللي كان بدره يضوّينا
من اللي بعدك يصبح الغصن بالنسناس
ومن اللي بعذبات القصايد يمسينا
وش نقول يابدر الشعر ياعريب الساس
لو نقضّي الدنيا رثاء ماتكفّينا
** **
- حسين بن صالح القحطاني