من الملاحظ في الوسط الرياضي أن الحديث في كل المواسم الكروية التي خلت والجاري منها يصب في خانة التحكيم وقرارت اللجان ويترك الجوانب الفنية في كرة القدم التي فيها المتعة والجمال وأهمية الأرقام وتأثيرها على المستوى الفني للعبة وحجم المتابعة لها، فلو سألت أحدهم عن أرقام فريق كرة القدم في النادي الذي يشجعه فستجده يجهلها، ولكن يتذكر أن الحكم الفلاني لم يحتسب لفريقه ضربة جزاء في مباراة مضى عليها نصف قرن!! ويتذكر بعض قرارت اللجان التي أكل عليها الدهر وشرب، ويدعي أنها سلبت حقوق ناديه!
شئنا أم أبينا، هذا هو واقعنا الرياضي فالجماهير لا تتحدث عن كرة القدم بقدر ما تتحدث عن قرارات لجان معنية وحالات تحكيمية، ناهيك عن الإعلام الرياضي الذي يشاطر الجماهير الرياضية في هذا الاهتمام أكثر من اهتمامه في النواحي الفنية في اللعبة وأهمية الأرقام ومدلولاتها وتفريغها في قوالب فنية وتحليلها لتضيف للمتلقين معلومات فنية وتخدم من يعمل في المجال الفني في كرة القدم المحلية كمرجع يعود إليه.
لكي نعالج هذه المعضلة التي باتت تفسد المتعة في كرة القدم السعودية التي تعيش مرحلة انتقالية وطفرة كبيرة في ظل الاهتمام والدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة من الدولة حفظها الله وأدام عزها؛ يجب محاربة التعصب الرياضي غير المحمود وتقويضه من خلال تصويب الإعلام الرياضي للقيام بعمله بتنوير الجماهير الرياضية وإخراجها من حالة التعصب الذي تعيشه إلى حالة يكون فيها الاستمتاع بكرة القدم والرياضة بشكل عام هو الهدف والغاية بعيداً عن كل السلبيات التي يخلقها التعصب غير المحمود.
تمنياتي أن يأتي يومٌ أشاهد فيه البرامج الرياضية تتحدث عن النواحي الفنية للمباريات والأرقام المصاحبة لها بعيداً عن أخطاء التحكيم وقرارات اللجان وأن يكون النقد فيها موضوعياً بعيداً عن الميول والشخصنة مما سينعكس إيجابياً على الجماهير الرياضية وتجعلها تتفرغ للاستمتاع بكرة القدم وتتقبل الخسارة بروح رياضية تتواضع عند الفوز في بيئة رياضية صحية.
والله الموفق.
** **
- محمد المديفر