عندما أمسك هاتفي أقضي ساعات طويلة في اليوم بالتواجد في منصة X وإن كانت كتاباتي فيها قليلة قياساً بطول فترة تواجدي فيها أقرأ الغثُ والسمين، ولكن أكثر ما يلفت انتباهي في المنصة بروز جيل متابع لكرة القدم المحلية والعالمية وانبهر من مستوى الثقافة والاطلاع والسرد والكم الهائل من المخزون الرياضي لديهم، ومن هنا يأتي تساؤلي: أين قنواتنا عنهم ؟ والأهم من ذلك لماذا لا يتبنى الاتحاد السعودي هذا الجيل من خلال دعوتهم للتواجد في المؤتمرات الصحفية للمدربين والتي تعتبر دروسا مهدرة لا يتم الاستفادة منها لكونها في الغالب مؤتمرات بمقاعد خالية وهم الأقدر في نظري على استنطاق هؤلاء المدربين وجعل هذه المؤتمرات دروساً تقدم للوسط الرياضي ومادة إعلامية وتسويقية دسمة داخل وخارج المملكة بدلاً من إضاعة الوقت في المؤتمرات على بعض الأسئلة المستهلكة والتي لا تفيد المتابع ولا ترفع من مستوى الوعي والثقافة في الوسط الرياضي؟.
ما القيمة المضافة التي سأحصل عليها إن تركز الحديث عن التحكيم أو غيرها من الهوامش ولم نستنطق المدربين للحصول على عصارة خبراتهم ووفرة تجاربهم المختلفة ، ما زلت حتى الآن أتذكر السؤال الذي سأله العزيز فيصل الرقيبة لمدرب الهلال جيسوس عن البروفيسور البرتغالي الذي لازم المدرب في أغلب مسيرته وانبهر جيسوس حينها من امتلاك الزميل فيصل لهذه المعلومة والتي منها بدأ المدرب بتمييزه والسلام عليه كلما رآه لكونه رأى فيه الإعلامي الذي يتعب في مهنته ويسعى في البحث عن المعلومة لتقديمها للمشاهد، وهذا للمثال لا الحصر، والأسماء كثيرة ويصعب حصرها لهؤلاء الشباب الذين يحرصون على تقديم محتوى نوعي ومختلف إرضاءً لشغفهم واحتراماً للمتابع الرياضي.
وإن أردتم مشاهدتهم عن قرب فأنصحكم بمتابعة حلقات برنامج مرتدة مثلاً والذي يستضيف هذه الفترة النخبة من هؤلاء الشباب لتنبهروا من هذا الكم الهائل من المعرفة والاطلاع ولتدركوا بأننا أمام مرحلة يجب أن يتصدروا هم المشهد في القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي لأنهم الأقدر على مواكبة التحول الرياضي الكبير في المملكة وأثق بأنهم بعد توفيق الله سيكونون خير سفراء لكرتنا، وإن كان هناك من هم من الأجيال السابقة ينبغي الاستفادة من خبراتهم، ولكن البعض الآخر وهم ليسوا بقليل يجب شُكرهم وفهمهم كفاية.
رسالتي:
لكل زمانٍ دولةً ورجال، ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك!
** **
- محمد العويفير
X: owiffeer