الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
يعد الحسد من الذنوب العظام والكبائر الجسام الذي يأكل الحسنات ويديم الحسرات، وهو من الأمراض القلبية الخطيرة على الفرد والمجتمع.
ومشكلة الحسد ليست وليدة العصر الحديث، ولكنها زادت وتفاقمت على الرغم من الفروق الاجتماعية، حيث تظهر دراسة علمية أبرز نتائجها من أن وسائل التواصل الاجتماعي سبب من أسباب انتشار الحسد لانشغال الناس بتصوير أكثر ممتلكاتهم ونشرها عليها.
«الجزيرة» تناولت موضوع الحسد، ورصدت رؤى المختصين في العلوم الشرعية والاجتماعية والطبية.. فماذا قالوا؟
علامات الحاسد
يؤكد فضيلة الشيخ صلاح البدير إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف أن الحسد من الذنوب العظام والكبائر الجسام لأنه يأكل الحسنات ويديم الحسرات ويعدم الراحات، وأن التطهر من الرذائل والتلبس بالفضائل شأن الكمّل، ومن الرذائل المهلكة داء الحسد، والحسد داعية النكد ومطية الكمد وعلامة الشؤم واللؤم وحدّ الحسد: أن يرى الرجل لأخيه نعمة فيتمنى أن تزول عنه وتكون له دونه ويُعرف الحاسد باللحظ واللفظ ورب لحظ أنمّ من لفظ، وللحاسد ثلاث علامات: يتملّق إذا شَهِد، ويغتابُ إذا غابَ، ويَشمتُ بالمصيبة.
وحاسد النعمة لا يرضيه إلا زوالها ولا يسره إلا انتقالها لا يرضى بقضاء، ولا يقنع بعطاء إذا نظر إلى من فوقه في علم أو في خُلُق، أو خَلقٍ، أو مال، أو أي خصلة من خصال التفضيل اعترض على الله في مشيئته واغتاظ من فضل الله وقسمته، لا يرى قضاء الله عدلاً، ولا لنعمة من الناس أهلاً يكره نعمته ويجهل حكمته ويسعى بالبغي على من أنعم الله عليه، ويمضي في المكر بمن أحسن الله إليه.
قال الأصمعي: «سمعت أعرابياً يقول ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد حزن لازم، وتعس دائم، وعقل هائم وحسرة لا تنقضي، وقال أبو الليث السمرقندي: «يصل إلى الحاسد خمس عقوبات، قبل أن يصل إلى المحسود مكروه أولها: غم لا ينقطع، والثاني مصيبة لا يؤجر عليها، والثالث مذمة لا يُحمد بها، والرابع يسخط عليه الرب، والخامس تُغلق عليه أبواب التوفيق.
ويضيف فضيلته: ومن غوائل الحسد تنقيص العمر وتشتيت الفكر قال ابن المعتز: «الحسد داء الجسد، وقال الاصمعي: «رأيت شيخاً بالبادية قد سقط حاجباه على عينيه وله مائة وعشرون سنة وفيه بقية فسألته، فقال: تركت الحسد فبقي الجسد.
ومن زكت نفسه وسمت لم يجد في نفسه حزازة وغيظاً وحسداً على ذي نعمة وانظر إلى السادة الأنصار أهل المواساة والإيثار أعز قبائل العرب جاراً، ومن اتخذ الرسول عليه الصلاة والسلام دارهم أمناً وقراراً رضي الله عنهم الذين أثنى الله عليهم بقوله: (ولا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهم حَاجةً مِما أُوتُوا) أي: ولا يجدون في أنفسهم حسداً للمهاجرين فيما فضلهم الله به من المنزلة والشرف، والتقديم في الذكر والرتبة.
والحسد من الذنوب العظام والكبائر الجسام لأنه يأكل الحسنات ويديم الحسرات ويعدم الراحات قال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب).
وقال فضيلته: فلم يزل ذو الفضل محسوداً، وبالأذى مقصوداً وكلما كثر الفضل كثر الحسّاد وكلما كانت فضيلة الإنسان أتم وأكمل كان حسد الحاسدين عليه أعظم فتتجه إليه أنظار الحسدة وتنوشه عيون الصغار المفاليس وتصوب إليه سهام المتربصين، ومن لمع نجمه وارتفع سهمه واشتهر اسمه تألب عليه الحسّد وتواطأ عليه الشانئون لأن المنزلة الرفيعة وعلو الصيت تثير الضغائن وتبعث الأحقاد، قال ابن القيم: «وقد شاهد الناس عياناً أن من عاش بالمكر مات بالفقر»، مشدداً على أن من أعجبه شيء من حاله أو ماله، أو ولده، أو غيره فليذكر الله وليبرك، والتبريك: الدعاء للإنسان أو غيره بالبركة، يُقال برّكت تبريكاً، أي قلت له بارك الله عليك وبارك لك وبارك فيك، أي وضع فيك البركة وثبتها وأدامها وأفاضها وضاعفها، والبركة لكونها خالصة تتعدى باللام ولكونها نافذة تتعدى بالفاء ولكونها نازلة من السماء تتعدى بعلى تصويراً لصبّ البركات وإفاضتها.
المشاعر السلبية
ويقول المهندس عبدالله بن ابراهيم الرخيص رئيس المجلس التأسيسي لقطاع الشمالي الصحي: الحسد هو أحد أبرز المشاعر السلبية التي تحجب النجاح في الحياة العملية والاجتماعية، يبدأ الحسد عندما نرى شخصاً آخر نحسب أنه يتفوق علينا في مجالات معينة فيظهر إحساسنا بعدم الأمان عندما نرى إنجاز الشخص الآخر ونشعر بالغيرة من نجاحه أو ثناء الناس عليه، إن المشكلة التي تحرك مشاعر الحسد هي أن إنجاز الشخص الآخر قد يعزز لدينا شعور النقص أو عدم الثقة بأنفسنا أو عدم الارتياح عند مقارنة مكانتنا العملية أو الوظيفية أو الاجتماعية مع الآخرين لاسيما الناجحين منهم، وقد يحسد الإنسان الصالحين لصلاحهم، كما أنه قد تحسد الزوجة زوجها أو الزوج زوجته فتتحول الأسرة إلى جحيم، كما قد يحسد الأخ أخاه كما حسد قابيل أول أخ في الأرض أخاه هابيل، وفصل ذلك القرآن الكريم في الحوار القرآني بينهما الذي انتهى إلى أول قتل في بني آدم بسبب الحسد تحمّل فيه قابيل وزر كل قتل يحصل في بني آدم من بعده كما أخبر نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن عبدالله ابن مسعود «لا تُقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل».
الحسد مؤلم
ويسترسل م. عبدالله الرخيص في حديثه بالقول: يثير الحسد في أنفسنا شعوراً من الاضطراب والمشاعر السلبية من قبيل: «أنا غير كفؤ لأنني لا أنجز ما كان ينبغي علي إنجازه».
«لن أكون قادراً على إنجاز ما أردت إنجازه بسبب عدم إنصاف الناس والحياة لي» «لا يعترف الآخرون بإنجازاتي ولا يلاحظها أحد». «الناجحون حصلوا على دعم ومزايا عن طريق غير مشروع وأنا لم أحصل على تلك المزايا». «أنا أكره الناجحين في محيط حياتي العملية والأسرية لأنهم أظهروني فاشلاً وغير جدير بالاحترام». «الناجحون يعملون دائماً على إشعاري بالنقص وعدم القيمة ويأخذون حقوقي ويؤثرون على مكانتي الاجتماعية».
وهذه المشاعر السلبية الضارة والتي تتحول مع الوقت إلى إدمان للسلبية واحتقار الذات تؤثر على عطائنا ومكانتنا الاجتماعية والمهنية، مشدداً على أن الحسد مؤلم لأنه يثير إحساسنا بعدم الأهلية والضعف ونقص الثقة بالنفس وادعاء المظلومية، وهكذا غالباً ما نشعر بالاستياء تجاه الشخص الذي عمل نجاحه بدون عمد على إثارة هذا الشعور لدينا ويزيد هذا الاستياء اللا واعي من رغبتنا التي لا تنتهي بالشيء الذي نريده ولا نحصل عليه لأسباب كتبها الله عز وجل، كما يزيد من اضطرابنا النفسي الذي يؤدي إلى نقص تقديرنا لأنفسنا وقدراتنا ومواهبنا، والنعم الكثيرة التي وهبنا الله إياها بفضله فلا نشكر تلك النعم ولا نراها ذات قيمة، ولأن الحسد علة نفسية نصنعها بأنفسنا لأنفسنا بعدم التسليم بقضاء الله وما كتبه لنا ولغيرنا من رزق وصحة ومواهب ومكانة اجتماعية تزيد دائرة الحسد اتساعاً باتباع وساوس الشيطان والبعد عن النهج الإيماني فتكبر دائرة الحسد في أنفسنا ويكبر شعورنا بالاستياء والتعاسة، وتترسخ مع الوقت مشاعر سلبية واعتقادات خاطئة أن الجميع ضدنا فنتعامل مع الآخرين من هذا المنطلق الخاطئ دون أن نشعر، ويبدأ المحيطون بنا بالسأم من تذمرنا المستمر من المظلومية المتوهمة، ومع ازدياد هذا الشعور تنقص ثقتنا بأنفسنا وقدرتنا على العمل والإنتاج لأن الطاقة الإيجابية والجهد الذي ينبغي علينا بذله لتحقيق النجاح لنا يذهب في متابعة الناجحين وتصيد عثراتهم والإفراط في لوم أنفسنا ومجتمعنا والحياة، وقد ننجرف دون أن ندرك ذلك فيقدح ذلك في معتقداتنا وإيماننا ويؤثر على عبادتنا، وربما أدى ذلك الشعور الطاغي بالحسد ولوم النفس والآخرين إلى المزيد من القلق والتوتر والاكتئاب والضغوط النفسية التي تؤدي إلى الإفراط في الطعام أو النوم أو الانعزال عن الناس.
الخروج من دوامة الحسد
ويبين م. الرخيص الطرق الكفيلة للتخلص من آفة الحسد، وذلك عن طريق تقوية الإيمان في أنفسنا والتحصن بالأذكار ومداومة تلاوة القرآن الكريم والمحافظة على الصلاة بخشوع وتدبر، كما ينبغي علينا ترسيخ الشعور بالرضا بالقدر، وعدم السخط مما كتبه الله تعالى لنا، ومن المفيد تعويد أنفسنا على حب الناس والإحسان إليهم والتواضع لهم التعامل معهم بما يمليه علينا ديننا الحنيف من أخلاق ومبادئ وقيم والعدل معهم، والبعد عن التدخل في شؤونهم ومتابعة أخبارهم، كما أنه ينبغي علينا عدم الانشغال بمراقبة الناس، والمثل يقول: «من راقب الناس مات هماً»، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من الآيات والأحاديث التي تحثنا على الابتعاد عن الحسد وأسبابه وتدعونا إلى أن نحب للآخرين مثلما نحب لأنفسنا، وحث ديننا على محبة الناس فالمسلم مطالب بأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه؛ ففي الحديث المتفق عليه، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وقال تعالى حاثاً عباده على الاستعاذة من شر الحاسد: «وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ». وروى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، وقال صلى الله عليه وسلم-: (إيَّاكُم والحَسَدَ، فإنَّ الحَسَدَ يأكلُ الحَسَناتِ، كما تأكلُ النارُ الحَطَبَ)، وقال عليه الصلاة والسلام -: (دبَّ إليْكم داءُ الأممِ قبلَكم الحسدُ والبغضاءُ هيَ الحالقةُ لا أقولُ تحلقُ الشَّعرَ ولَكن تحلِقُ الدِّينَ والَّذي نفسي بيدِهِ لا تدخلوا الجنَّةَ حتَّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا أفلا أنبِّئُكم بما يثبِّتُ ذلِكَ لَكم أفشوا السَّلامَ بينَكم).
وقد صحّ حديث: «إنّ الشيطان يئسَ أن يعبدَه المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم». إننا وبمجرد أن نغفل عن ضبط مشاعرنا السلبية بالحسد وتمني زوال النعمة عن الآخرين، سنجد أن مشاعرنا تعمل ضدنا مع الوقت حيث تستنفد جهودنا وتعرقل نجاحنا، وتعزز شعورنا بعدم ثقتنا بأنفسنا الذي يمنع التقدير الذي نسعى إليه ويرسخ أقدامنا في ميدان الجد والعطاء والانتاج والتقدم المهني في الحياة.
الضرر على الحاسد
ويستهل الدكتور عادل بن عبدالتواب الشناوي استشاري الأمراض الصدرية، حديثه بقول الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين: الحسد من الأمراض العظيمة للقلوب، ولا تداوى أمراض القلوب إلا بالعلم والعمل، والعلم النافع الحسد ضرر على الحاسد في الدنيا والدين، أما كونه ضررا على الحاسد في الدين، فهو أن الحاسد بالحسد سخط قضاء الله تعالى، وكره نعمته التي قسمها بين عباده، وعدله الذي أقامه في ملكه بخفي حكمته، فاستنكر ذلك واستبشعه وهذه جناية على حدقة التوحيد، وقذى في عين الإيمان، وكفى بهما جناية على الدين، وأما كون الحسد ضررا على الحاسد في الدنيا فهو أنه يتألم بحسده في الدنيا، أو يتعذب به، ولا يزال في كمد وغم، إذ أعداؤه لا يخليهم الله تعالى عن نعم يفيضها عليهم, فلا يزال يتعذب بكل نعمة يراها، ويتألم بكل بلية تنصرف عنهم فيبقى مغموما محروما متشعب القلب ضيق الصدر قد نزل به ما يشتهيه الأعداء له ويشتهيه لأعدائه، فقد كان يريد المحنة لعدوه فتنجزت في الحال محنته وغمه نقداً، ومع هذا فلا تزول النعمة عن المحسود بحسده.
ويؤكد الدكتور عادل الشناوي على من علم من نفسه أنه مبتلى بهذا المرض أن يسارع إلى العلاج بتطهير قلبه مما ران عليه من الذنوب والآثام، وأن يعلم أن الله سبحانه وتعالى هو المعطي وهو المانع وهو القابض وهو الباسط {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. (26) سورة آل عمران، يكون ضيق الصدر بسبب الذنوب والمعاصي، فيشعر بالاكتئاب والقلق وضيق الصدر، وهذا لا شك إذا لم يكن مرضاً عضوياً ولاعيناً ولا حسداً، فهو بسبب البعد عن الله تعالى، قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}، وقال تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}.
العلاج المناسب
وقدم استشاري الصدرية العلاج لهذا الداء، وذلك على النحو التالي: التوبة إلى الله تعالى، والإقلاع عن المعاصي التي كانت سببا في هذا الضيق، وصاحب السؤال أعلم بنفسه ممن حوله، فإذا كان قد أذنب ذنبا فليسارع إلى الإقلاع عنه والتوبة منه، فلعل الله ابتلاه بهذا الضيق حتى يعود إلى الله، وأن يكون كفارة له عن ذنبه، والاستعانة بالله تعالى، وقراءة القرآن، وكثرة الذكر، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم، وكثرة الاستغفار، والإكثار من قول لاحول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل، والتضرع إلى الله تعالى بأن يفرج عنه، والمحافظة على الصلوات والنوافل، وما استطاع من قيام الليل، فهذا بلا شك من الأسباب الشرعية للخلاص من هذه الأدواء، كما ننصح أيضا أن يخرج الصدقة للمحتاجين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «داووا مرضاكم بالصدقة»، فالصدقة لها أثر عجيب في تفريج الهم بإذن الله تعالى.
دراسة علمية
ودعت دراسة علمية إلى التمسك بكتاب الله المتين لأنه أهم وسيلة في منع وقوع الحسد، والتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً.
وناشدت الدراسة العلمية المعنونة بـ»الحسد وآثاره على العلاقات الاجتماعية.. دراسة تطبيقية على سورة يوسف» للباحثة الدكتورة هدى عبدالرحمن محجوب سعد أستاذ التفسير وعلوم القرآن الكريم بجامعة الملك خالد، شددت على المتخصصين في الشريعة توعية المجتمع بعلاج الحسد والتفرقة بينها وبين الطرق العشوائية، كما ينبغي للجهات الصحية أن تقوم بتوعية المجتمع بالأمراض العضوية وإمكانية علاجها، مع تنبيه الآباء للمساواة بين الأبناء في التربية وعدم إظهار محبة أحدهم على الآخرين، وعدم تمليك من تخشي حسده أي معلومة يمكنه استخدامها لحسدك، والمداومة على الأذكار صباح ومساء، والتوكل على الله في كل الأمور واليقين بأن لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، والاستفادة من وسائل الإعلام الحديثة في نشر التوعية وثقافة التمسك بالدين الاسلامي، وكذلك المحافظة علي الصلوات في مواقيتها وأدائها كما ورد ذكرها في الأحاديث، والحرص على إبداء ثقافة العفو عن بعضنا البعض والتمسك بالعلاقات الأسرية أكثر، مع الإكثار من الصدقات والنفقات على المحتاجين حتى تزيل ما بالنفوس من أحقاد وتقل الفروقات الاجتماعية، والتمسك بحقوق الجار كما وصي بها النبي صلى الله عليه وسلم.
وأظهرت نتائج الدراسة العلمية على أن الحسد بدأ مع بداية الخليقة حيث حسد الشيطان آدم عندما أمر بالسجود له، وأنه يمكن أن يأتيك الحسد من أقرب الأقربين لك وأنت لا تدري، كما أن الحاسد يستخدم عدة أساليب للوصول لمحسوده حتى ولو كان قتلاً، ويستخدم الحاسد لفظ مالك لا تأمني عند إرادة الغدر بمحسودة خلط الناس كثيراً بين الحسد الذي هو مرض قلبي وبين العين التي هي إصابة لمن أعجب بشيء ولم يذكر الله حينها كثر تفشي الحسد في المجتمعات المسلمة بسبب البعد عن كتاب الله والتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي سبب من أسباب انتشار الحسد لانشغال الناس بتصوير أكثر ممتلكاتهم ونشرها عليها، مشيرة إلى أن قضاء الحوائج بالكتمان يساعد في تفادي الوقوع في الحسد، وإن الله يظهر المحسود على الحاسد دائماً، وكثير من المشعوذين والدجالين وجدوا مناخاً خصباً في المجتمع بسبب تفشي الحسد.