مع بدء تحركات الأندية استعدادا للموسم الجديد بدأت تهل علينا أسماء اللاعبين والمدربين الذين سيتم التعاقد معهم من قبل أنديتنا المحلية والتي من المفترض أن تكون قد أخذت درسا لما تم الموسم الماضي أن الأسماء الرنانة وحدها ليست كافية ليكون الفريق قويا ومنافسا على البطولات، فكم من اسم حضر لنا وصاحب حضوره صخب نظير تاريخه وما قدمه سابقا في مسيرته إلا أن ما قدمه كان مخيبا جدا للآمال والتطلعات والبعض منهم كان أداؤه أقل من المتوقع بكثير.
من كان يتوقع أن بنزيما أفضل لاعب في العالم قبل عامين والمهاجم الأول في العالم إلى وقت قريب يفشل فشلا ذريعا «حتى الآن» مع الاتحاد، بل إنه مساهم في بعض المشكلات التي حصلت للاتحاد الموسم الماضي نتيجة خلافاته المتكررة مع المدربين الذين مروا على النادي، ومن منا كان يتوقع أن يظهر لنا السنغالي ساديو ماني بهذا الأداء المتذبذب مع النصر وهو الذي نافسه الأهلي للتعاقد معه وجلب بقدومه ضجة بين جماهير الناديين.
والمتتبع لمسيرته أخيرا لن يستغرب هذا التذبذب في الأداء لكون مستواه بدأ بالتراجع في موسمه الأخير مع ليفربول واستمر تراجع المستوى مع بايرن ميونيخ، ولكن حداثة المشروع وفكرة حضور لاعبين عالميين للدوري جعلتنا نغفل عن تقييم هؤلاء اللاعبين التقييم الفني السليم وغرتنا الأضواء فلم تحسن أغلب الإدارات التقييم، وعلى النقيض تماما بعض الصفقات التي أحدثت الكثير من الاستياء والسخرية كالتعاقد مع لاعب الهلال البرازيلي مالكوم الذي أثبت بما لا يدع مجالا للشك بأنه أحد أفضل لاعبي الموسم الماضي على الرغم من أن مسيرته وشعبيته أقل بكثير من معظم الأسماء التي حضرت وقدمت أداء أقل بكثير مما قدمه مالكوم، أما الآن ونحن مع بدء التحضيرات للموسم الجديد يجب أن يكون التعاقد مع من يخدم الفريق مهما كان اسمه.
فكرة القدم ليست مكانا لجمع أقوى اللاعبين والاستعراض بهم أمام الناس وإلا لنجح باريس سان جيرمان وقبله ريال مدريد بتكوينه لذلك الفريق الذي ضم أسماء تاريخية كالظاهرة وبيكهام وزيدان وفيغو وغيرهم من الأسماء الذين لم يقدموا كفريق ما يوازي تطلعات جماهيرهم والهدف الذي أتوا من أجله، لتكون فريقا عليك أن تجلب الأنسب لا الأفضل وأن يتم التعاقد وفق معايير كثيرة من ضمنها الاسم والتأثير ولكنها يجب ألا تكون هي المعيار الوحيد ولا حتى المعيار الرئيس، ولا أعني بذلك أن يتم جلب لاعبين من دوريات ضعيفة فنيا ولكن المقصد هنا ألا يكون اسم اللاعب دافع أنديتنا للتعاقد معه.
المستوى والشغف والطموح والسن والانضباط واحترام زملائه وغرفة الملابس والنادي الذي يلعب فيه والدوري الذي يشارك فيه كلها عوامل ينبغي أن يتم النظر إليها قبل التعاقد مع أي لاعب، نريد أن نرى منافسة أعلى مما شاهدناها الموسم الماضي وأن يلعب عندنا من يستطيع تقديم الإضافة والمتعة لدى المشاهد وأن يسهم في جعل دورينا متابعا وأعتقد بأن أنديتنا تعلمت من دروس كثيرة حصلت الموسم الماضي والسعيد من اتعظ بغيره.
رسالتي
يبدو بأننا أمام موسم ستتم المتاجرة فيه بمشاعر بعض الجماهير واللعب على عاطفتهم من قبل بعض إدارات الأندية، ننتظر ونرى ولكن الأمور واضحة جدا وقد يكون لنا حديث عنها باستفاضة أثناء الموسم المقبل.
** **
- محمد العويفير
X: owiffeer