طوّحت أم غالب بجسدها رقصاً وطرباً وسط المدعوات إلى أن انبثق وجه الصباح، فرحة غامرة بزواج وحيدها بعد تمنّعه ورفضه لوقت طويل، لم تنم بعد انتهاء حفلة الزواج انتظرت حتى انتصف النهار.
طرقت عليه باب شقته بهدوء وترقّب، فتح الباب وحضن أمّه طويلاً كطفل ، تخلّصت منه وقد تسرّب القلق إلى قاع نفْسها ، رفع رأسه ، تناول كفّها وقبّلها عدّة مرات وكأنه قد وصل للتو من سفر ، جلس بجانبها وعيناه تتلصصان على باب غرفة نومه وكأنّه ينتظر خروج زوجته ، صمت وريبة ، غرست أم غالب نظراتها الفاحصة في وجهه ، أشاح عنها وركّز نظراته على باب غرفة نومه ، ودون أن تقول شيئاً خرجت أمّ غالب ، قام غالب واتكأ على باب غرفة نومه وقد غرق في بكاءً وحسرة!.
** **
- عبدالكريم النملة