انتهت المشاركة الأولمبية السعودية في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية باريس 24 من دون الحصول على أية ميدالية، وهي محصلة محبطة من دون شك، ولا تعكس التطور الملحوظ في الرياضة السعودية في ظل الدعم الكبير الذي تحظى به من الدولة -حفظها الله- فقد كان الأمل في مشاركة إيجابية تكون أفضل من سابقتها في طوكيو 20، ولكن لم يوفق المشاركون في أولمبياد باريس 24 في تحقيق الطموحات، ولن نخوض في أسباب وتداعيات عدم الحصول على أية ميدالية في هذه المشاركة الأولمبية ونتركه للمعنيين بهذا الأمر، الذين سوف يشبعونه دراسة ويضعون حلولا تسهم في تحقيق الطموحات في المشاركة القادمة بمشيئة الله.
ولكن كمتابع للرياضة السعودية بشكل عام منذ عقود مضت أستطيع تشخيص احد أهم أسباب ذلك والكامن في الندرة في اكتشاف المواهب الرياضية في كافة الألعاب الرياضية الفردية والجماعية في سن مبكرة، والتي يمكن تطويرها وتجهيزها بالشكل الاحترافي المطلوب لتحقيق الأهداف المرجوة منها ولتوسيع المساحة في اكتشاف المواهب- آنفة الذكر- فلا بد من الاهتمام بالرياضة المدرسية في المراحل الدراسية المختلفة والرياضة في الجامعات، ففي كل دول العالم تولد المواهب الرياضية في الألعاب الرياضية الفردية في المراحل الدراسية الأولى، ويتم تبنيها من قبل الاتحادات الرياضية المحلية المتخصصة، وصقل مواهبها وتهيئة النخبة منها لتمثيل البلد في المحافل الدولية بشكل احترافي، وانا متأكد أن الوطن غني بالمواهب الرياضية التي تحتاج لمن يكتشفها ويتبناها في سن مبكرة ويطورها.
وكذلك تلعب الرياضة المدرسية دورا كبيرا في تطوير الألعاب الرياضية الجماعية من خلال الاهتمام بها في المراحل التعليمية الأولية واكتشاف المواهب الشابة وتعليمهم أساسيات اللعبة وتطوير مهاراتهم، ومن ثم يتم صقل مواهبهم عبر دوري منظم في الجامعات منقول تلفزيونيا ومتابع إعلامياً ومن قبل كشافي الأندية الرياضية المحترفة؛ حتى يتم اختيار النخبة منهم لتمثيل اللعبة في تلك الأندية وهم بأفضل حال، وبهذا العمل الاحترافي المنظم إذا ما تم تبنيه فسوف نحصل على أفضل المواهب الرياضية في الألعاب الفردية والجماعية والتي تحتاج لمن يكتشفها ويساعدها لتحقيق طموحاتها بتمثيل الوطن خير تمثيل.
كلنا أمل ورجاء في تحقيق الطموح بأن تكون الرياضة السعودية في الصفوف الأولى في التظاهرات الرياضية الإقليمية والعالمية، وهي جديرة بذلك بما تجده من دعم ومساندة من الدولة، أدام الله عزها.
بالمختصر المفيد
- للأسرة دور كبير في مساعدة ابنها الموهوب في لعبة فردية أو جماعية لا يقل عن دور المدرسة والجامعة والاتحادات الرياضية المتخصصة.
- دوريات الجامعات مهمة في كل الألعاب الجماعية، ففيها يتم صقل مهارات المواهب في تزامن مهم مع تحصيلهم العلمي في مرحلة عمرية مناسبة مما يجعل إمكانية الحصول على موهبة رياضية تدرك معنى الاحتراف قبل خوض التجربة في الأندية الرياضية المحترفة أمرا متاحا.
والله الموفق والمستعان.
** **
- محمد المديفر
abosannm@hotmail.com