الجزيرة - الرياض:
توفي يوم الاثنين 26 أغسطس 2024، بمدينة فاس العلامة الفقيه الدكتور إدريس عزوزي الذي يعتبر واحداً من أبرز علماء فاس، حفظ القرآن الكريم وهو صغير السن؛ أخذ العلم عن كبار مشيخة جامع القرويين، ثم التحق بدار الحديث الحسنية بالرباط، وأخذ عن مشيختها..
تعامل الدكتور إدريس عزوزي مع كتب الأصول دراسة وتدريساً وبحثاً وإنتاجاً. وظل الدكتور إدريس عزوزي لأزيد من ستة عقود أستاذاً ومحاضراً ومربياً.. وسواء من خلال فتاويه ومحاضراته وإنتاجاته الفكرية وتأطيره لأعمال الطلبة والباحثين في مجال علوم القرآن والحديث فإنه كان يتمثل في منهجه الوسطية والاعتدال والثوابت الدينية أي ما اختاره السلف في باب العقيدة والمذهب والسلوك الروحي، وكان التمسك بها مدار الحياة الدينية في انسجام تام مع حياة المغاربة، وهذا التمسك هو حصن الدين من فكر الغلو والتطرف على امتداد السنين.
كان رحمه الله لأزيد من ستة عقود خطيبا وواعظا بجامع القرويين، أقدم جامعة في العالم، وبالعديد من مساجد مدينة فاس ومدن أخرى؛ حاضر في العديد من دول العالم؛ حصل على وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة عام 1993؛ واشتغل في سلك التعليم منذ حصول المغرب على الاستقلال.
عمل أستاذا جامعيا لمادتي التفسير وعلوم الحديث ومواد شرعية أخرى بكلية الشريعة بفاس لعقود؛ وتخرج على يديه العديد من العلماء والباحثين والمفكرين في مجال الفقه والحديث والتفسير؛ كما أطر المئات من البحوث الجامعية وأطاريح الدكتوراه.
حصل على الدبلوم من المدرسة العليا للأساتذة عام 1960، وعلى الإجازة من كلية الشريعة بفاس عام 1969؛ تخرج من دار الحديث الحسنية بالرباط عام 1976؛ وهو حاصل على دبلوم الدراسات العليا من دار الحديث الحسنية عام 1978؛ وعلى دكتوراه الدولة في الشريعة الإسلامية من دار الحديث الحسنية عام 1997؛ وهو أستاذ التعليم العالي بكلية الشريعة، جامعة القرويين منذ عام 1979.
صدرت له العديد من البحوث والدراسات الإسلامية بالمجلات المغربية وشارك في عدة ندوات وملتقيات علمية جهويا ووطنيا؛ ومن مؤلفاته العلمية المطبوعة: كتاب «الفوائد الجميلة على الآيات الجليلة» للشوشاوي، دراسة وتحقيق، طبع وزارة الأوقاف بالرباط 1989؛ كتاب «عدة المريد الصادق» للشيخ أحمد زروق، دراسة وتحقيق، طبع وزارة الأوقاف 1998، الطبعة الثانية 2010؛ «محاضرات في تفسير القرآن الكريم مختارة من آيات الأحكام»، 2003.
والمرحوم هو والد الدكتور عبدالحق عزوزي، عضو مؤسس، عضو مجلس إدارة الجامعة الأورومتوسطية بفاس، رئيس كرسي تحالف الحضارات؛ الدكتور حسن عزوزي، رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة فاس بولمان؛ الأستاذ فؤاد عزوزي، قاض بالمحكمة الإدارية بفاس؛ الأستاذ محمد عزوزي، قاض بالمحكمة التجارية بفاس.
وأسرة صحيفة «الجزيرة» تتقدم بخالص تعازيها ومواساتها للزميل الكاتب في صحيفة الجزيرة الدكتور عبدالحق عزوزي وأشقائه وكافة أفراد الأسرة، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.