يمر اللاعبون بعدة مراحل منذ بداية لعب كرة القدم إلى مرحلة الاعتزال وعادة ما يقدم لاعبو كرة القدم على الاعتزال عندما تزيد أعمارهم بحيث لا تسعفهم لياقتهم البدنية، أو عند تعرضهم لإصابة تحول دون استمرار المسيرة، حيث يتعرض اللاعبون المعتزلون لمجموعة من التحديات بعد اعتزال كرة القدم.
وتأتي لحظة اعتزال الرياضة من جانب اللاعبين والانتقال إلى مرحلة ما بعد المهنة، حيث يتم تعريف المهنة على أنها عملية يتم فيها عديد من التحولات المهنية في مجال الرياضة، إلى عملية ما بعد الحياة المهنية، الرياضيون ذوو المستوى العالي من الهوية الرياضية، يركزون بشدة على نشاطهم الرياضي طوال حياتهم المهنية، لذلك يشعرون بعد الاعتزال ببعض المشاعر السلبية والحاجة إلى العزلة والخوف من عدم اليقين بشأن المستقبل.
لذا يتعين على الرياضيين المعتزلين القيام بالعثور على وظائف جديدة، وتشكيل هويات مختلفة والتعامل مع التحديات النفسية أثناء التكيف مع المرحلة الجديدة إلى جانب المسؤوليات المالية والاجتماعية والثقافية، خاصة عند النظر في بعض الأمور المالية والحسابية الضغوط الاجتماعية التي يواجهها نخبة الرياضيين المتقاعدين أخيرا مما يجعلهم يتجهون إلى أنواع أخرى من الهوية والنمو الذاتي والثقافي للانتقال ما بعد التقاعد وبدء مرحلة جديدة. ومع ذلك، فإن عديد من الرياضيين يتركون كرة القدم ويبدأون مهنة جديدة في عدة مجالات تراوح بين المحلل الرياضي إلى التدريب، والإعلام.
أما الاحتياجات والصعوبات للاعبين المعتزلين على ضوء نتائج دراسة حالية قمت بإعدادها مطبقة على عينة من أندية مدينة الرياض (الحمده، 2023) كشفت معطياتها تعرض اللاعبين المعتزلين للعديد من التحديات المالية والاجتماعية والاقتصادية بعد الاعتزال، فهي تتمثل فيما يلي:
1- صعوبات مالية وبعض اللاعبين يفقد الزخم الإعلامي والاهتمام.
2- الاستمرار على الدخل المادي العالي الذي ينزل فجأة بعد الاعتزال مما يحدث صدمة لدى اللاعب لتعوده على سقف عالٍ من الدخل يفقده في مدة قصيرة.
3- العمل وعدم التقدير لخدمتهم طوال فترة وجودهم في الملاعب، عدم مساعدتهم بعد خروجهم من المجال الرياضي ماليا ومعنويا مع كثرة تغيرات الحياة وصعوبتها وأصبحت الحياة تؤرق حياة اللاعب.
4- عدم اهتمام بعض الأندية بمشكلات واحتياجات اللاعبين المعتزلين.
5- نشر الوعي الاجتماعي للجمهور، والحد من برامج التشنج والاحتقان الفكري وذلك لتفاوت عقليات المتلقي.
6- طبيعة العلاقة مع إدارات الأندية والآراء تجاهها هي من تجسد وجود اللاعب المعتزل في النادي.
7- مواجهة الضغوط النفسية نتيجة الاعتزال والبعد عن الشهرة والأضواء والتغير في نمط الحياة وهي الانتقال من عالم الشهرة والأضواء إلى مرحلة أخرى مختلفة يحتاج إلى وقت طويل للتكيف معها.
8- الصعوبة بعد خدمة النادي في السابق عقود الاحتراف كانت عقيمة وعدم الحصول على مستحقاتهم المتأخرة بعد الاعتزال من الأندية.
وعلى ضوء نتائج الدراسة الحديثة المعدة بهذا الخصوص خرجت بالتوصيات الآتية:
1- إقامة تجمعات اجتماعية للاعبين المعتزلين على فترات منتظمة في مقر النادي.
2- تقديم دورات تدريبية للاعبين المعتزلين بالنادي لتطوير مهاراتهم الفنية والإدارية مع تقديم المساعدة في إيجاد فرصة عمل للمدربين المتقاعدين في الأندية.
3- إنشاء صندوق للاعبين القدامى بمساهمات مالية يمكن الاستفادة منها لتقديم معاشات أو استخدامها وقت الأزمات.
4- إنشاء موقع إلكتروني لجميع اللاعبين المعتزلين ووضع سيرهم الذاتية وجميع مهاراتهم الأكاديمية والفنية ورغباتهم في العمل في أي مجال أو تخصص وتكون كموقع توظيف تساعد اللاعب المعتزل والمؤسسات الرياضية على استقطابهم.
5- دعوة اللاعبين المعتزلين إلى أي مناسبة في النادي أو أي مباراة تقام للنادي.
6- الاجتماع المستمر والدوري مع اللاعبين المعتزلين لمناقشة أوضاعهم.
7- الاستفادة من تجربة البرنامج الصحي للاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو)، لمعاونة اللاعبين على التكيف مع الاعتزال.
8- الاستفادة من تجربة رابطة اللاعبين المحترفين بالدوري الإنجليزى بإنشاء خط مساعدة يعمل على مدار الساعة به مجموعة من الاستشاريون النفسيين إلي جانب وضع خطة عمل تتعلق بالصحة الذهنية للاعبين المعتزلين.
9- استثمار اللاعبين المعتزلين من ذوي العقول والقدرات والخبرات الكروية وتوفير فرص عمل مناسبة لخبراتهم وتخصصاتهم المختلفة.
10- استثمار أموال اللاعبين المعتزلن كأسهم فىى المشروعات الرياضية بالأندية لتدر دخلا مناسبا للاعبين المعتزلين.
** **
د. أحمد فهد الحمده - أستاذ علم الاجتماع المشارك - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية