لم يكن للشارع الرياضي في الأسبوع الماضي حديث سوى عن منتخبنا الوطني ومدربه مانشيني الذي بات مادةً رئيسيةً دسمة في البرامج الرياضية، ومابين الجماهير، فالمتتبع للمشهد يُدرك بأن المنتخب السعودي في أزمة، وأن هذه العلاقة مهما كان فيها من نتائج لن تطول نظراً للعلاقة المتوترة التي نراها في الصور ومابين السطور بحديث المدرب في تصريحاته ومصادر الإعلاميين القريبين من الميدان في ظل مايبدو لي صمتا مطبقا من إدارة المنتخب والاتحاد السعودي لهذه الفجوة الواضحة، وزادت الأمور اشتعالاً بعد تعادل المنتخب من أمام إندونيسيا لأدرك حينها أن مانشيني لايوجد لديه أي رصيد أو ذكريات تحميه من غضب وانتقاد الشارع الرياضي السعودي، حيث بدأ مسيرته بالخلافات مع بعض اللاعبين الذين استبعدهم، وإن كنت في هذا الموضوع تحديداً أقف في صفه بعد أن أظهرت التحقيقات إدانة هؤلاء اللاعبين مما جعل مانشيني خصماً لكثير من الجماهير الرياضية، وتلا ذلك هروبه أثناء ركلات الترجيح من أمام كوريا في كأس آسيا التي أظن أنها قد نزعت الثقة بينه وبين اللاعبين والجمهور السعودي، وأثبت أنه لايستطيع أن يكون قائداً وسنداً لهؤلاء اللاعبين بتخلّيه عنهم في هذا الموقف، واستمر الأمر حتى وصلنا إلى التعثر من أمام الأردن بالتصفيات، وحُرم المنتخب من التواجد في التصنيف الثاني، ومن بعدها الخسارة بالتعادل من أمام إندونيسيا الأسبوع الماضي في أولى جولات التصفيات النهائية ليترك في داخلي تساؤلاً هل مانشيني وحده يتحمل كل هذا؟ إجابتي بالتأكيد لا ولا يمكن أن يتم تحميلها لطرف واحد فقط، حيث إن الاتحاد السعودي قد أدار مرحلة مابعد رينارد بطريقة متواضعة جداً من حيث التأخر واختيار الأنسب، يأتي بعدها بدء مرحلة جديدة للمنتخب مع لاعبين جدد، وآخرها هو مايقوم به مانشيني من عمل فني في المباريات السابقة، حيث ساهم بأن يخرج منتخبنا بصورة مشوهة فنياً على كافة الأصعدة ولم يجد بذلك حلاً، من يشاهد المنتخب يرى بأن هناك تعقيدات مبالغ بها في أسلوب اللعب والأفكار المعطاة للاعبين والتي جعلت منهم لاعبين محدودي الإنتاجية وتشعر بأنهم مكبلون ومشتتون نظراً لهذه التعقيدات، فالعمل الفني في المنتخب ينبغي أن يكون أقل تعقيداً بكثير من الأندية والتي يرى فيها الجهاز الفني اللاعبين بشكل يومي ومستمر، ولكن في المنتخب الأمر لايحتمل كل هذه التعقيدات في ظل ضيق الوقت، علاوة على تغيير بعض المراكز ومشركة الأقل على حساب الأفضل كلها انتجت لنا منتخباً في غاية التواضع الفني، وكثير الأخطاء على مستوى التمريرات وغيرها من الإحصائيات في المباريات، ومنتخب يتعادل بشق الأنفس مع إندونيسيا صاحب الترتيب 133 في التصنيف الدولي والذي يرى الأستاذ ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي أن المنتخب الإندونيسي يضم 12 لاعبا في أوروبا، وكأنما وضع هذا للتبرير على الرغم من تعادله مع استراليا الذي لديه أكثر من هذا العدد في أوروبا، بالإضافة إلى كل هذا وجدنا أيضاً منتخبا فاز بشق الأنفس على الصين الذي يقدم إحدى أسوأ نُسخه لنخرج بعدها بسؤال وهو متوقع ومنتظر بالنسبة لي هل يعود هيرفي رينارد لتدريب المنتخب؟ المنطق بالنسبة لي ألايعود مدرب في أغلب مسيرته يتخلى وينسحب في منتصف الطريق دائماً، إضافة إلى أن أغلب التجارب التي رصدت لعودة المدربين مرة أخرى تبوء بالفشل، أما الأمنية أو العاطفة فهي دوماً تحن للذكريات الجميلة، ولكن الأكيد أننا الآن نجني ثمار سوء إدارة الاتحاد السعودي لملف مابعد رينارد.
رسالتي:
من استغرب تصرف محمد كنو إما أنه جديد على الساحة أو لم يتابع مسيرته سابقاً، هذا اللاعب بات متخصصاً في إيذاء فريقه أثناء الأزمة وإحداث المشكلة أثناء المشكلة، يتلقى البطاقات الحمراء في ظرف ووقت البديهي أن يحذر اللاعب فيه ماعداه، ولكني لا أستغرب من كنو ذلك فهو لايُدرك حجم موهبته التي لايملك شيئاً سواها، وبمسيرة كبيرة مع ناديه والمنتخب ولكن لم يكُن له أي دور فيها سوى أنه مطرود في بعضها!
**
- محمد العويفير/ X: owiffeer