يخطئ من يعتقد بأن بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة لهذا الموسم بنظامها الجديد تعد بطولة سهلة، حيث تتأهل ثمانية أندية من اثني عشر نادياً إلى دوري الستة عشر من كلتا المجموعتين، متناسياً أن كل مجموعة تضم أندية النخبة في منطقتها الجغرافية وسيكون التنافس بينها حامي الوطيس، كما أن صاحب المركز الأول سيحصل على ميزة اللعب مع صاحب المركز الثامن في نفس المجموعة في دوري الستة عشر وصاحب المركز الثاني سوف يقابل صاحب المركز السابع.. وهكذا دواليك ناهيك عن ميزة لعب مباراة الإياب في هذا الدور على ملعب أصحاب المراكز الأربعة الأولى، مما سيجعل التنافس قوياً للحصول على صدارة المجموعة والمراكز الأولى فيها.
دشّنت الأندية السعودية مشاركتها في هذه البطولة بحلتها الجديدة بفوزين وتعادل ولا يزال المشوار طويلاً في دهاليزها ومن الطبيعي أن تصل جميعها إلى دور الستة عشر، ولكن من المهم أن تكون في مراكز المقدمة حتى تسهل عليها المهمة في الأدوار الإقصائية من البطولة، فقد تعادل النصر إيجابياً مع مضيفه الشرطة العراقي وهو يعد في العرف الرياضي تعادلاً مقبولاً خاصة في ظل الظروف الفنية التي يعيشها الفريق في بداية هذا الموسم. وفاز الأهلي بصعوبة على ضيفه بيرسبوليس الإيراني المتمرِّس في البطولة وهي تعد محصلة جيدة وبداية قوية للراقي في البطولة. وأما فوز الهلال بطل هذه البطولة لأربع مرات على مضيفه الريان القطري بثلاثية فتعد بداية قوية للهلال في البطولة المفضَّلة له والتي يسعى من خلالها لاستعادة اللقب في هذه النسخة منها بعدما فقده في النسختين الأخيرتين منها.
كل التوفيق للأندية السعودية المشاركة في هذه البطولة الآسيوية القوية، وكان الله في عون اللاعبين والمدربين، الذين سوف تتشتت أذهانهم ما بين دوري روشن القوي ودوري أبطال آسيا للنخبة القوية أيضاً وتصفيات كأس العالم 2026 فيما تبقى من شهر سبتمبر الحالي والشهرين المقبلين في بداية موسم مزدحم بالاستحقاقات المحلية والآسيوية والعالمية على مستوى الأندية والمنتخبات، وهنا يأتي دور الأجهزة الفنية والطبية والإدارية في تجهيز اللاعبين للمشاركة في هذه البطولات والتصفيات المهمة والمتداخلة والأمر ليس سهلاً كما يظن البعض، حيث يحتاج لجهد مضاعف من الجميع.
بالمختصر المفيد
- ما يتم تناوله من مواضيع ونقاشات في بعض البرامج الرياضية على القنوات المرئية واليوتيوب بدافع الميول لا يخدم الرياضة السعودية ومشروعها الكبير ولم يعد هذا الطرح مقبولاً من المتلقين لارتفاع نسبة الوعي لديهم، فهل يدرك هؤلاء أن النقد الموضوعي البناء هو المفيد والمطلوب في هذه المرحلة.
- تفوق نادي الهلال الفني على المستوى المحلي والقاري يدل على احترافية العمل الإداري التراكمي في النادي منذ عقود طويلة وقدرة العاملين في النادي على التكيّف مع المتغيِّرات التنظيمية والإدارية التي تصاحب كل مرحلة من مراحل الرياضة السعودية مما يخلق أرضاً خصبة لديمومة النجاح للنادي، وكل من يحاول التقليل من هذا التفوق بحجج واهية أكل عليها الدهر وشرب فهو خاسر في مسعاه لأن الشمس لا تُغطى بغربال، فلكل دوري في العالم زعيم والهلال هو زعيم الكرة السعودية حتى إشعار آخر.
- الإثارة متوفرة في كل جولة من جولات دوري روشن، وعلى الجماهير الاستمتاع بمشاهدة المباريات وتشجيع أنديتها بعيداً عن كل طرح متعصب يفسد المتعة.
والله الموفق.
**
- محمد المديفر