لم يكن مفاجئاً خروج النادي الأهلي مبكراً من كأس الملك أمام الجندل، الذي يقبع في مراكز متأخرة بدوري يلو، ولم يكن مفاجئاً أيضاً بالنسبة لي أن يكون الهجوم وحده على مدرب الفريق يايسله، الذي يراه الكثير أنه سبب في نتائج الأهلي الموسم الماضي وهذا الموسم، ولكن إن أردنا تفصيل مسببات سقوط الأهلي وخروجه من البطولات بطولة تلو بطولة فلنقم بعمل تقييم شامل للعمل في النادي.
أولاً جميعنا يتفق بأن المدرب يايسله ليس ضمن مدربي النخبة في أوروبا أو ذا صيت كبير هناك، ونتفق أيضاً أن مسيرته التدريبية قصيرة ولا تقارن بمنافسيه محلياً، ولكن هل أتى إلى نادٍ مبني على أساس سليم؟ الإجابة قطعا لا، وإن أردنا تصنيف الأهلي كعناصر لوجدنا أنه أقل أندية الصندوق كفاءة وتنوعاً في اللاعبين.
من الأمور البديهية ومن أبجديات كرة القدم عند التحضير للموسم الجديد وأنت لا تملك مدرباً ولا لاعبين أن يكون هدفك الأول والرئيس اختيار المدرب المناسب لاستراتيجيتك الفنية التي تود أن تنتهجها، ولكن ما حصل هو أن الأهلي تعاقد مع 5 لاعبين أجانب، وأقام معسكراً إعدادياً وقبل انتهائه بأيام قليلة تم التعاقد مع المدرب يايسله!، وأنا متأكد تماماً أنه تم التعاقد مع يايسله قبل التعاقد مع الثلاثي الأمامي فيرمينهو ومحرز وماكسيمان فإنه لن يقبل أبداً بهذه التركيبة المليئة بالعيوب الفنية.
انتهت الفترة الصيفية وبدأ الموسم وأدرك الجميع أن الأهلي فقير جداً على صعيد العناصر التي تصنع الحلول للفريق وانتظر الجميع حتى الفترة الشتوية ليرى ماذا سيفعل الأهلي والنتيجة أنه ظل متفرجاً على الأندية وهي تعزز صفوفها على الرغم من حاجة الأهلي الملحة للتعاقدات وما تراه في المباريات من تواضع مستوى أغلب اللاعبين المحليين، انتهى الموسم وانتظر الأهلاويون فترة صيفية مشتعلة بالانتقالات ولكن المحصلة أيضاً التعاقد مع المحور الكسندر الذي لديه إصابة مزمنة، إضافة إلى المهاجم ايفن توني، على الرغم من أن منافسيه تعاقدوا مع لاعبين لا يقل عددهم عن 4 إلى 5 عدا الأهلي الذي ما زالت إدارته ترى بأن فريقها قادر على تحقيق البطولات بهذه الأسماء التي لا يوجد من بينها لاعب محلي نستطيع أن نصنفه نجماً ومطمعاً لكل الأندية سوى فراس البريكان فقط، أما البقية فيحسب لهم اجتهادهم فقط لا أكثر.
هل يتحمل يايسله تواضع أظهرة الفريق الذين لا يصلون إلى نصف ما لدى أندية الصندوق مثلاً؟ هل يتحمل المدرب عدم وجود لاعب مركز 6 في الفريق والاعتماد على لاعبين مجتهدين ولكن لن يذهبوا بالأهلي بعيدا بهذا الحضور الفني، هل يتحمل يايسله عدم وجود طرف أيسر في الفريق ومحاولة الترقيع دوماً بفراس أو غيره لتغطية هذه الخانة؟ هل يتحمل يايسله ضعف الدكة التي لا يوجد بها أي لاعب يستطيع الإضافة هجومياً أو دفاعياً؟ كلها أسئلة أرجو ممن يضع كامل المسؤولية على المدرب أن يجيب عليها، لذا رسالتي لمن يرى بأن طموحات النادي الأهلي أكبر من يايسله، أقول له: إن طموحات الأهلي أكبر بكثير من هذا العمل المتواضع التي قامت به إدارة النادي والقائمون على ملف كرة القدم بالنادي من الرئيس التنفيذي والمدير الرياضي وقبلهم رئيس النادي الذي لا يحمي المدرب في كل تصريح يتم الحديث به عن يايسله، لا أعفي مدرب الفريق من المسؤولية ولكن بالتأكيد لن أحمله المسؤولية كاملة وهو من صنع منظومة تقدم مستوى أعلى بكثير من إمكاناتها الفردية والعناصرية، ولو وفرت له الأدوات المناسبة أعتقد بأنه سيقدم فريقاً منافساً على تحقيق البطولات وحينها ستكون الكرة في ملعب يايسله.
رسالتي
المال يصنع النجاح ولكن إن وضع في يد شخص عاقل..!
***
- محمد العويفير / محلل فني - X: owiffeer