منذ انطلاق الدوري السعودي الممتاز في الموسم الرياضي 1976-1977 والهلال يقدم نفسه بشكل مميز في المستطيل الأخضر، ويحصد الألقاب بمختلف المسابقات المحلية والإقليمية والآسيوية، ويقدم أفضل النجوم للمنتخبات الوطنية، ويمثل الوطن خير تمثيل منذ تحقيقه للبطولة الخليجية مروراً بذهب العربية، ثم اعتلى عرش الكرة الآسيوية، وختم ذلك بوصافة العالم.
وقد أجمع النقاد الرياضيون المحايدون على أن هذا النجاح هو نتاج لعمل تراكمي لإدارات النادي المتتابعة وأعضاء شرفه منذ مرحلة الهواية إلى زمن الاحتراف في الرياضة السعودية، ولا يزال العمل جارياً على نفس الوتيرة، بل ويتطور وينضج بمنتجاته الاحترافية في كافة المجالات الاستثمارية والرياضية والاجتماعية، التي باتت محل إعجاب كل المتابعين محلياً وإقليمياً وعالمياً، ولكن هذا النجاح أزعج البعض من المتعصبين وبدل من مطالبتهم الأندية الأخرى بالاقتداء بهذا النموذج من النجاح الرياضي أشغلوا أنفسهم بمتابعة كل كبيرة وصغيرة في الهلال، في محاولة لمصادرة هذا النجاح ونسبة لأمور وهمية ليس لها واقع ملموس وتثير الاستغراب والضحك أحياناً، فقد سمعت من يطالب بإبعاد بعض أدوات النجاح في الهلال بحجج واهية ليس لها علاقة بنظام معين أو تعليمات محددة، وإنما رغبة في إسقاط هذا المارد الأزرق الذي أتعبهم داخل المستطيل الأخضر، مع قناعتهم بأن ما يقومون به هو مجرد عبث لا يقدم ولا يؤخر، ولكن يصرون عليه في كل مناسبة ويناقضون أنفسهم في توظيف بعض الأحداث وتصنيفها بمعيار معين عندما يكون اللون الأزرق حاضراً فيها.
ويختلف المعيار عندهم حول نفس الأحداث مع حضور الألوان الأخرى، فازدواجية المعايير تعد من أدواتهم بشكل واضح وفاضح، ولهم نقول ناصحين بأن ما تقومون به يتنافى مع الروح الرياضية ولا يخدم رياضة الوطن، بل يؤجج التعصب والكراهية في الوسط الرياضي ولن يؤثّر على مسيرة الهلال أو يقوّضها فهل تدركون ذلك وتعودون إلى رشدكم بروح رياضية عالية كما هي فطرة الرياضيين قبل أن يعبث فيها التعصب الذي لا يخدم أحداً ويقتل المتعة في كرة القدم؟!
وعندما نكتب عن سلبيات التعصب الرياضي غير المحمود في الوسط الرياضي فإنما نكتب ذلك من باب الغيرة على رياضة الوطن، بعيداً عن الألوان والتعصب المرفوض، مهما كان لونه أو شكله، وهو موجود في كل لون ولكن بنسب متفاوتة والتركيز يكون دائماً على النسبة الطاغية منها فإذا انخفضت ستجر معها الأخرى للانخفاض.
بالمختصر المفيد
- أفصحت قرعة دور الستة عشر لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- عن مواجهات عادية جداً عدا مواجهة النصر للتعاون والتي ستكون قمة هذا الدور ومع ذلك فالمفاجآت قد تحدث في هذا الدور كما حدثت في الدور السابق له فمن سيكون الضحية هذه المرة.
- شارك الكابتن سعود عبدالحميد في ربع الساعة الأخير من مباراة نادي روما الإيطالي مع أتليك بلباو الإسباني في الدوري الأوربي في أول إطلالة له منذ احترافه في أوروبا، وبغض النظر عمَّا قدمه سعود في تلك المباراة فهي تعد البداية له والتي دائماً ما تكون صعبة، وأتمنى له التوفيق في رحلته الأوروبية.
- في العاشر من أكتوبر القادم سوف يخوض المنتخب السعودي الأول على أرضه وبين جماهيره مباراة صعبة ومهمة مع المنتخب الياباني في التصفيات النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 وهي مباراة 6 نقاط مع منافس قوي على صدارة المجموعة، وستكون اختباراً حقيقياً لأسلوب مانشيني الذي يتبناه مع المنتخب وقدرات اللاعبين في تطبيقه، ولنا عودة بشكل مفصل عن هذه المباراة في حينها، ولكن أتمنى أن يجد المنتخب الدعم الإعلامي والجماهيري قبل وأثناء المباراة فهو بحاجة ماسة لذلك.
والله الموفق.
***
- محمد المديفر/ abosannm@hotmail.com