واس - جدة:
استضافت المملكة أمس أعمال مؤتمر المانحين لدعم النازحين واللاجئين في منطقة الساحل وبحيرة تشاد الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية، وذلك بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، وبالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.وافتتح المؤتمر بكلمة المملكة ألقاها معالي نائب وزير الخارجية المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي أكد خلالها حرص المملكة على الاستجابة لكل ما فيه خدمة للقضايا الإنسانية وتقديم المساعدات اللازمة للشعوب المحتاجة في الدول الأعضاء في المنظمة خلال الأزمات، وذلك انطلاقا من مبادئها الإنسانية الراسخة، واتساقا مع ميثاق المنظمة.
ولفت إلى أن المملكة لم تأل جهدا عبر تاريخها في مد يد العون والمساعدة للدول والشعوب المحتاجة، وإغاثة المنكوبين حول العالم بلا تمييز تجسيدا للقيم الإسلامية النبيلة، واستلهاما لمبادئ التضامن وروح التعاون والتكاتف، مرتكزة على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله.
وبين أن المملكة سخرت كافة الإمكانات والموارد في خدمة القضايا الإنسانية عبر ذراعها الإنساني الرائد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مؤملة أن تسهم هذه الجهود الفاعلة للمملكة في هذا الميدان في إرساء الأمن والاستقرار، وأن يسود السلام الأرجاء كافة.
التعاون الإسلامي
من جانبه ألقى معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه كلمة بين فيها أن هذا المؤتمر للمانحين يقف شاهدا على التضامن الفعال بين منظمة التعاون الإسلامي وشركائها الدوليين لحشد الدعم والاستجابة المشتركة للتحديات الأخيرة المتعلقة بالأزمة الخاصة للاجئين والنازحين في منطقة الساحل وبحيرة تشاد، موضحا أن هدف المؤتمر حشد الموارد المالية اللازمة لدعم بلدان الساحل وبحيرة تشاد، وكذلك إتاحة حيز للمشاورات وتبادل الآراء بين الشركاء والجهات الفاعلة في المجال الإنساني.
وأشار إلى أهمية العمل لتلبية الاحتياجات العاجلة للمتضررين من الأزمة الإنسانية في منطقة الساحل وبحيرة تشاد، مناشدا الدول المانحة والمؤسسات التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي والشركاء تقديم مساهماتهم المالية لصالح البلدان المعنية.
الأمم المتحدة
من جهته قدم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمة له شكره الجزيل للمملكة العربية السعودية ومنظمة التعاون الإسلامي على عقد هذا الحدث الحيوي، مبينا أن منطقة حوض الساحل وبحيرة تشاد تتمتع بإمكانات هائلة ولا حصر لها تساعد في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومع ذلك تواجه المنطقة أيضا تحديات عميقة، من العنف والإرهاب إلى أزمة المناخ، مما أدى للمجاعات وأزمات النزوح، حيث يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية.
وقال: «إن الأمم المتحدة تدعم الحكومات لتوفير الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والمأوى، لكننا بحاجة إلى المزيد من الدعم وتمويل خطط الاستجابة الإنسانية»، داعيا إلى التحرك إلى ما هو أبعد من المساعدات ومعالجة الأسباب الجذرية للأزمات مثل معالجة الفقر وعدم المساواة وخاصة بين النساء والفتيات، والتكيف مع تغير المناخ، وتعزيز السلام والديمقراطية، حاثا الأطراف على إنهاء الأعمال العدائية وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية بالكامل.
نائب وزير الخارجية
ونيابة عن صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، شارك معالي نائب وزير الخارجية المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي أمس في مؤتمر المانحين لدعم النازحين واللاجئين في منطقة الساحل وبحيرة تشاد، المنعقد في مدينة جدة.
وألقى نائب وزير الخارجية كلمة في المؤتمر أكد خلالها حرص المملكة على الاستجابة لكل ما فيه خدمة للقضايا الإنسانية وتقديم المساعدات اللازمة للشعوب المحتاجة في الدول الأعضاء في المنظمة خلال الأزمات، وذلك انطلاقا من مبادئها الإنسانية الراسخة، واتساقا مع ميثاق المنظمة.
ولفت إلى أن المملكة لم تأل جهدا عبر تاريخها في مد يد العون والمساعدة للدول والشعوب المحتاجة، وإغاثة المنكوبين حول العالم بلا تمييز تجسيدا للقيم الإسلامية النبيلة، واستلهاما لمبادئ التضامن وروح التعاون والتكاتف، مرتكزة على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله.
وبين أن المملكة سخرت كافة الإمكانات والموارد في خدمة القضايا الإنسانية عبر ذراعها الإنساني الرائد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مؤملة أن تسهم هذه الجهود الفاعلة للمملكة في هذا الميدان في إرساء الأمن والاستقرار، وأن يسود السلام الأرجاء كافة، وهو ما يجعلها من كبار الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية على المستوى الدولي لعام 2023م، والأولى على مستوى الدول الإسلامية والعربية بإجمالي مساعدات بلغت 1.239 مليار دولار، فضلا عما قدمته من مساعدات إنسانية وإنمائية لأكثر من 170 دولة خلال خمسة عقود ماضية، حيث تجاوزت 130 مليار دولار أمريكي.
وأكد معاليه حرص المملكة بشكل خاص على التعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظماتها المتعددة ومؤسسات المجتمع المدني في تقديم الدعم التنموي لصالح قطاعات البنية التحتية في الدول المستضيفة للنازحين للتخفيف من أعباء الاستضافة، فضلا عن دعمها للدول مصدر النزوح بما يعزز الوصول إلى حلول جذرية لتلك الأزمات والتخفيف من تبعاتها، هذا إلى جانب ما تقدمه المملكة حاليا من مساعدات إنسانية وإغاثية طارئة، للمساهمة في معالجة الوضع الإنساني لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وجمهورية لبنان.
وقال: إن تفاقم الأوضاع الأمنية بما فيها العمليات الإرهابية، وكذلك سوء الظروف الاجتماعية والاقتصادية والصحية في بلدان منطقة الساحل وبحيرة تشاد تمثل خطورة بالغة ليست في دول إفريقيا وحدها، بل تتجاوزها إلى دول أخرى مجاورة ودول إقليمية، إذ تؤدي تلك الأوضاع إلى تغذية الصراعات وانتشار الفوضى وتعطيل حياة الناس وسبل معيشتهم في تلك البلدان، وهو الأمر الذي يمثل تحديا للدول الأعضاء لسعيها الدؤوب في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار، وتوفير سبل العيش والحياة الكريمة لتلك المجتمعات.
وأعرب معاليه عن دعوة المملكة للدول الأعضاء والأصدقاء والمنظمات كافة والجهات الإنسانية المعنية إلى المسارعة في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والاستجابة للوضع الإنساني في بلدان منطقة الساحل وبحيرة تشاد، وعن دعوتها مؤسسات منظمة التعاون الإسلامي وأجهزتها المتخصصة لدعم مشروعات التنمية، وتقديم المساعدات الإنسانية لتسهم في معالجة تلك المشكلات والأزمات في المنطقة.
وفي هذا السياق، قال نائب وزير الخارجية: «تنفيذا لتوجيهات كريمة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ستعلن المملكة عن تبرعها السخي لتلك المجتمعات المتضررة أثناء جلسة التعهدات المخصصة لهذا الغرض».
د. الربيعة
من جانبه أوضح معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أن آلية الاستجابة الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية للأزمات في منطقة الساحل وبحيرة تشاد شاملة ومتعددة الأوجه، حيث قدمت المملكة ما يزيد على مليارين وخمسمائة مليون دولار أمريكي من المساعدات الإنسانية والتنموية لهذه المنطقة، ويستخدم مركز الملك سلمان للإغاثة نهجا قويا ومتكاملا للمساعدات الإنسانية، مع التركيز على الإغاثة الفورية والمرونة طويلة الأجل للنازحين والمجتمعات المضيفة، وتعمل جميع الكيانات الحكومية والإنسانية والتنموية في المملكة على تلبية الاحتياجات على مستوى العالم، كما تقدم المملكة دعمها لقطاعات حيوية أخرى.
جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في جلسة رفيعة المستوى بعنوان»مناقشة بشأن العمل الإنساني لتلبية احتياجات اللاجئين والنازحين داخليا والسكان المتضررين في منطقة الساحل وبحيرة تشاد وتعزيز اعتمادهم على الذات»، وذلك على هامش مؤتمر المانحين لدعم النازحين واللاجئين في منطقة الساحل وبحيرة تشاد المنعقد في مدينة جدة.
وبين أن المملكة العربية السعودية نفذت من خلال الصندوق السعودي للتنمية مشروعات واسعة النطاق في مجالات أنظمة الطاقة الشمسية والبنية التحتية، مثال قيام الصندوق السعودي للتنمية ببناء طريق سريع في إحدى دول المنطقة يربط الشرق بالغرب بتكلفة إجمالية قدرها 38 مليون دولار أمريكي، إضافة إلى ذلك تقديم وزارة التعليم عديد من المنح الدراسية الكاملة سنويا للطلاب من هذه الدول، مما يمكنهم من بناء مجتمعاتهم وتحسين النتائج للمستقبل، مثل حصول أكثر من 2.155 طالبا من المنطقة على منح دراسية كاملة تشمل نفقات المعيشة في الجامعات السعودية، حيث تمهد هذه الجهود الطريق لمساعدة هذه المجتمعات المتضررة على التغلب على تحدياتها وتحقيق الازدهار.
واستذكر معاليه جائحة (كوفيد - 19) التي أبرزت أهمية الجهود الدولية اللوجستية المنسقة، مبينا أن دول مثل تلك الموجودة في منطقتي بحيرة تشاد والساحل تعاني بشكل غير متناسب أثناء الأوبئة والأزمات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى، موضحا أن المملكة العربية السعودية تعمل بجد لتوطين إنتاج اللقاحات في المملكة للسماح باستجابات أكثر فعالية لحالات الطوارئ الصحية المستقبلية، مشيرا لأهمية إنشاء مراكز إنتاج ولوجستيات محلية للقاحات والسلع الحيوية الأخرى الذي سيكون له تأثير عميق وإيجابي ليس فقط في منطقة بحيرة تشاد والساحل، بل على مستوى العالم.وأفاد أن المملكة تعمل مع أصحاب المصلحة الرئيسين، بما في ذلك المنظمات المتعددة الأطراف والدول المانحة على حشد الجهود بشكل مشترك وتقديم حلول مستدامة وسد فجوات التمويل والتخطيط الفعال للمشروعات والبرامج الإنسانية.