محمد العشيوي - «الجزيرة»:
احتضن «موسم الرياض»، (ليلة عبد الوهاب) وسط أجواء كلاسيكية مضاء بأنوار خافتة، محاطة بتجهيزات مخملية تليق في هذه الليلة بروائع موسيقار الأجيال كحدث مذهل يفيض بالحنين إلى عالم من الزمن الجميل، بدأت الفرقة الموسيقية بعزف النوتة الموسيقية التي قادها المايسترو السعودي وليد فايد لعالم يجسد الطرب العميق في تاريخ الأغنية العربية، ليكون «موسم الرياض» على الموعد بإبداعاته التي تذهل زوار الموسم بكل فعالياته.
ومن العلامات الفارقة عاش الحضور بين الزمن الجميل والتقدير للفن الراقي حيث اجتمع الجيل القديم والجيل الشاب للاستمتاع بإرث موسيقي ومكنوز غني من الكلمة واللحن لتسافر هذه الليلة بروح من الإبداع الخالد، حيث استهل النجم التونسي صابر الرباعي أولى الأعمال الغنائية ثم محمد ثروت بروح الوفاء للأغنية، وكانت النجمة مي فاروق على الموعد الذي تتوق إليه، ونور مهنا الذي قدم الشجن الأصيل، وماجد المهندس بتألقه.
وفي لحظات استثنائية كرمت GEA ابنة موسيقار الأجيال السيدة عفت محمد عبدالوهاب وسلم التكريم زكي حسنين رئيس مجلس إدارة شركة بنش مارك تعبيراً عن الوفاء لهذا الاسم العبقري الكبير، وتمثلت الليلة الفنية بألوان من الفنون التي تعود منذ حقبة الأربعينيات وما بعدها من أعمال تفنن نجومها بعبق الماضي الجميل ورسمت الليلة لوحة موسيقية جميلة على المسرح اكتست بصمت الجمال بالإبداع بالتنوع في الأعمال الغنائية التي كانت حاضرة وأصيلة، ومن ضمن الأعمال التي ارتقت بالذائقة الفنية التي قدمت رائعة ام كلثوم (إنت عمري) الذي تغنى بها ماجد المهندس، و (أغدا القاك) بصوت مي فاروق والتي تعود لعام 1971 حيث تغنت بها أم كوكبة الشرق في دار الأوبرا المصرية لأول مرة في نفس العام بالإضافة إلى (أمل حياتي)، وأغنية (فكروني)، و (أهواك) و (إمتى الزمان) و( كل ده كان ليه) والكثير من الأعمال التي تفنن نجومها في تقديمها بمقامات شرقية أطربت جميع الحضور.
ليلة عبدالوهاب هي أولى الليالي الغنائية في «موسم الرياض» التي تحظى بتكريم أنيق وتاريخي بجذور الأغنية العربية وبدعم من الهيئة العامة للترفيه التي احتضنت جميع الفنون تحت مظلة واحدة، حيث كان مسرح أبو بكر سالم يتمثل بواحة من الفنون والطرب وبمنظر إبداعي أذهل الحاضرين وبكلمات والحان ولدت لتعيش وتحيي ذكرى فنان ترك بصمته العميقة في الموسيقى العربية مؤكدة أن الإبداع الحقيقي يظل خالدا مهما مر الزمن وعبر.