سبق وأن عنونت أحد مقالاتي في هذه الصحيفة الغراء بعبارة (امام اليابان ينجح مانشيني أو يقال)، ومانشيني لم ينجح في موقعة اليابان وخسرها بهدفين نظيفين، وأخفق في الفوز على المنتخب البحريني، وتمت إقالته من تدريب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مساء الخميس الماضي كنتيجة طبيعية لسوء مستوى المنتخب الوطني تحت إشراف هذا المدير الفني، الذي منح فترة كافية للحكم عليه، ومع أنني كنت أظن بأنه سيمنح فرصة أخرى في مباراتي استراليا واندونيسيا، ولكن يبدو أن المعنيين في الأمر قد أدركوا أنهم لم يوفقوا في اختياره من الأساس، ولم يكابروا ويصروا عليه حتى يعصف بالمنتخب ويخرجه من المنافسة على بطاقة التأهل التي لاتزال متاحة، وفي يد المنتخب إذا ما نجح في المباراتين المقبلتين وخرج منهما بأربع نقاط على أقل تقدير.
ونقول لهم أحسنتم في اتخاذ القرار الصحيح في وقت قد يكون متأخرا نسبياً فالصورة كانت واضحة منذ مباراة الأردن في التصفيات الأولية، ولكن يبقى قراراً شجاعاً في هذه المرحلة من التصفيات.
مانشيني صفحة وطويت، ولكن من سيكون البديل له؟ ففي مثل هذا التوقيت من الموسم الذي تكون الخيارات فيه قليلة لابد من حضور الرؤية الفنية والإدارية في الاختيار؛ كون المنتخب يحتاج لمدرب ينهض به من الناحية الفنية والتحفيزية، ومثل هذه الخصائص لا تتوفر من وجهة نظري إلا في هرفي رينارد إذا ما كان متاحاً أو مدرباً آخر يملك هذه الخصائص وله تجربة كبيرة في الكرة العربية أو الآسيوية، فنحن لا نريد مدرباً يبدأ من الصفر وتكون مباراتا استراليا واندونيسيا مرحلة إعداد له ونخسرهما ونخسر معهما فرصة التأهل المبكر إلى نهائيات كأس العالم 2026 .
وفي هذا السياق، أقترح على الاتحاد السعودي لكرة القدم التنسيق مع رابطة دوري روشن لتأجيل الجولة العاشرة من الدوري لمنح المدير الفني الجديد فرصة أطول لإعداد المنتخب للجولتين القادمتين من التصفيات، وأعرف بأنه قرار صعب وسوف يخلق ضغطا في جدولة الدوري، ولكن مصلحة المنتخب الوطني فوق كل اعتبار، كما أتمنى أن تبادر أندية الهلال والنصر والأهلي بالسماح لبعض اللاعبين الدوليين في الانضمام لمعسكر المنتخب قبل الجولة القادمة من دوري أبطال نخبة آسيا، والتي ستكون في الرابع والخامس من شهر نوفمبر المقبل، وبذلك يدخل معظم اللاعبين الدوليين معسكر المنتخب في الثاني من نوفمبر، ونكون قد منحنا المدير الفني الجديد للمنتخب 12 يوماً للاستعداد لمباراة استراليا المهمة، والتي ستؤثر نتيجتها على مباراة المنتخب مع أندونيسيا سلباً أو إيجاباً لقصر الفترة الزمنية بين المباراتين.
أتمنى للمدير الفني القادم للمنتخب الوطني كل التوفيق في مرحلة جديدة للمنتخب في التصفيات، وأن يكون الفوز حليف الأخضر في الاستحقاقات القادمة.
بالمختصر المفيد
- هناك مطالبات من بعض الزملاء النقاد بأن يطول التغيير الجهاز الإداري للمنتخب، ومع اتفاقي معهم في ذلك، لكن قد يكون التغيير ليس مناسباً في هذه المرحلة من التصفيات، ومن الممكن دراسة جدوى بعد نهاية الجولة القادمة.
- هناك من يهاجم ويسيء لقائد المنتخب الوطني وأفضل لاعب في آسيا الكابتن سالم الدوسري؛ لأسباب معروفة لا تخفى على أحد وليس لها علاقة بالجانب الفني للاعب، الذي يعد سوبر ستار الكرة السعودية ونجمها الأول، وعلى اللجنة القانونية في الاتحاد السعودي لكرة القدم وفي نادي الهلال لجمهم باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم، فقد بلغ السيل الزبى.
- عندما يلعب الأخضر يجب أن تسقط كل الألوان، ويبقى اللون ألأخضر الخفاق عالياً، وتكون النظرة للاعبين كمواطنين يدافعون عن ألوان منتخب الوطن بعيداً عن انتمائهم لأندية معينة، فهل يدرك الجميع أنه منتخب الوطن الذي يمثل الجميع بعيدا عن تنافس الأندية على الساحة المحلية؟.
- إحساسي يقول بأن المدير الفني الفرنسي هيرفي رينارد هو الأقرب لقيادة المنتخب الوطني فيما تبقى من هذه التصفيات.
والله الموفق.
** **
- محمد المديفر
X: @mohdalimod