علي سعد القحطاني - الرياض:
ودعت الساحة الثقافية والأدبية وانتقل إلى رحمة الله تعالى صباح أمس الأحد الأستاذ علي خضران القرني، أحد أعلام الأدب والثقافة،وكان له إسهاماته في المشهد الثقافي، ويعد الفقيد من رواد الأدب السعودي ومن المساهمين الأساسيين في تأسيس النادي الأدبي بالطائف، حيث شغل منصب نائب الرئيس لسنوات طويلة. ترك بصمات واضحة في دعم الحركة الأدبية وتنشيط المشهد الثقافي، من خلال مقالاته ومؤلفاته التي أثرت المكتبة السعودية، وكانت شاهدة على مسيرته الثرية.
وتناولت صحيفة « الجزيرة الثقافية «في لقاء سابق مع الراحل محطات بارزة من مسيرته الأدبية، مسلطة الضوء على إسهاماته في تأسيس النادي الأدبي بالطائف ودوره القيادي كنائب للرئيس. تميز القرني بجهوده في طباعة الكتب، تنظيم الأنشطة الثقافية، وتوثيق الحركة الأدبية في المنطقة. من أبرز أعماله كتاب «من أدباء الطائف المعاصرين»، الذي يُعد مرجعًا وثائقيًا عن أعلام الأدب في الطائف.
وفي خطوة لتكريم مسيرته الحافلة، أعدت صحيفة»الجزيرة الثقافية» ملفًا شاملاً عنه ضمن سلسلة احتفائها برموز الأدب والثقافة في المملكة. سلط الملف الضوء على جهوده المبكرة في الكتابة ومشاركاته في صحافة الأفراد، حيث عمل مع أعلام الفكر والأدب مثل الشيخ حمد الجاسر والشيخ عبدالقدوس الأنصاري، ودوره في توثيق تاريخ الأدب المحلي وإثراء الحركة الثقافية.
وساهم الراحل في تأسيس النادي الأدبي بالطائف منذ نشأته عام 1395هـ، حيث كان عضوًا بارزًا في مجلس الإدارة ونائبًا للرئيس، لعب دورًا محوريًا في تطوير النادي وتفعيل برامجه الثقافية رغم التحديات والإمكانات المحدودة، وترك بصمة واضحة من خلال طباعة العديد من الكتب وتنظيم الفعاليات الأدبية والثقافية، التي أتاحت الفرصة للمثقفين والمثقفات لنشر إبداعاتهم.
وبدأت مسيرة القرني الأدبية مبكرًا، حيث نشر أول مقالاته بعنوان «لنا آمال عسى أن تتحقق» عام 1376هـ/1956م في مجلة «اليمامة»، في عهد المؤرِّخ والأديب الشيخ حمد الجاسر. عُرفت مقالاته الأولى بتنوعها بين الأدب والاجتماع والشعر والقصة، لتؤسس لرحلة طويلة من الإبداع.
صدر عن نادي الطائف الأدبي معجم «من أدباء الطائف المعاصرين» للأديب علي بن خضران القرني وهو مشروع أدبي فريد جاء الكتاب في 833 صفحة من القطع العادي، بطباعة فاخرة ومحتوى غني يضم تراجم 115 أديبًا وأديبة، مع نماذج أدبية مختارة من إنتاجهم.
إلى جانب جهوده الأدبية، كان للأستاذ علي بن خضران القرني دور تطوعي بارز عندما أسهم في طباعة كتاب «علماء نجد في ثمانية قرون» للشيخ عبدالله البسام. ورغم التحديات التقنية آنذاك، أتمّ المهمة تطوعًا، مؤكدًا عمق التزامه بخدمة الثقافة والعلم.
وكان الراحل متوازنًا في نظرته للمشهد الثقافي، إذ أكّد على أهمية الكتاب الورقي كوعاء موثوق للمعرفة في إحدى لقاءاته الصحفية رغم المنافسة التي يواجهها من الوسائط الرقمية الحديثة. كما شدّد على أهمية التعاون بين المثقفين وتشجيع المواهب بعيدًا عن المنافسة السلبية.
وكان القرني قبل رحيله يفكر في كتابة مذكراته بمعية ابنه الدكتور خالد بن علي القرني لتكون شاهدة على حقبة زمنية امتدت لعقود من العطاء.