الجزيرة - الوكالات:
أعلن الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر أمس الأربعاء أن إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين، يدخل حيز التنفيذ الأحد المقبل.
وقال آل ثاني خلال مؤتمر صحفي: «يسر دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية الإعلان عن نجاح جهود الوساطة المشتركة لوصول طرفي النزاع في قطاع غزة إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى والرهائن والعودة إلى الهدوء المستدام وصولا لوقف دائم لإطلاق النار بين الجانبين».
وأكد أن حماس ستطلق سراح 33 أسيراً في المرحلة الأولى، مبيناً أن اتفاق غزة يتضمن إدخال مساعدات وإعادة تأهيل المستشفيات. وقال: إن المرحلة الأولى تستمر 42 يوماً مع وقف إطلاق النار، كما ستشهد انسحاب القوات الإسرائيلية شرقاً، مناشداً جميع الأطراف الالتزام بتنفيذ اتفاق غزة.
المملكة
من جانبها أعربت وزارة الخارجية عن ترحيب المملكة العربية السعودية باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وثمنت الجهود التي بذلتها دولة قطر، وجمهورية مصر العربية، والولايات المتحدة الأمريكية في هذا الشأن.
وشدِّدت المملكة على ضرورة الالتزام بالاتفاق ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية بشكل كامل من القطاع وسائر الأراضي الفلسطينية والعربية وعودة النازحين إلى مناطقهم، كما أكدت أهمية البناء على هذا الاتفاق لمعالجة أساس الصراع من خلال تمكين الشعب الفلسطيني الشقيق من حقوقه، وفي مقدمتها قيام دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 م وعاصمتها القدس الشرقية.
وتأمل المملكة أن يكون هذا الاتفاق منهياً بشكل دائم لهذه الحرب الإسرائيلية الوحشية التي راح ضحيتها أكثر من 45 ألف شهيد، وأكثر من 100 ألف جريح.
بايدن
من جهته قال الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الأربعاء: إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة صيغ خلال إدارته لكن إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب ستنفذ شروطه.
وأضاف بايدن خلال مؤتمر صحفي أن إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى من شأنه إنهاء القتال في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين.
وقال بايدن في البيت الأبيض : «أستطيع أن أعلن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الأسرى بين إسرائيل وحماس»، مشيراً إلى أنه جرى التوصل إلى الاتفاق بعد 15 شهراً من المعاناة وسيتبعه زيادة في المساعدات الإنسانية للقطاع، وأضاف بالقول: «القتال في غزة سيتوقف.. وسيعود الأسرى قريباً إلى ديارهم وعائلاتهم».
وفي بيان منفصل، نقل البيت الأبيض عن بايدن قوله : «اليوم.. وبعد أشهر عديدة من الدبلوماسية المكثفة من الولايات المتحدة إلى جانب مصر وقطر توصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الأسرى.. سيوقف هذا الاتفاق القتال في غزة.. ويزيد من المساعدات الإنسانية التي تشتد حاجة المدنيين الفلسطينيين إليها .. ويعيد لم شمل الأسرى مع عائلاتهم بعد أكثر من 15 شهراً في الأسر».
ترامب
وأشاد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أمس الأربعاء بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قبل خمسة أيام فقط من عودته إلى السلطة.
وكتب ترامب على صفحته على موقع ( تروث سوشيال Truth Social ) ، قبل صدور إعلان رسمي من إدارة جو بايدن: لدينا اتفاق بشأن الأسرى في الشرق الأوسط.. سيتم إطلاق سراحهم قريباً .. شكراً لكم!».
كما أصدر ترامب بياناً جاء فيه: «إن حدوث هذا الاتفاق الملحمي حول وقف إطلاق النار أصبح ممكناً فقط بفضل انتصارنا التاريخي في نوفمبر.. حيث أشار هذا الأمر إلى العالم أجمع أن إدارتي ستسعى إلى السلام والتفاوض على صفقات لضمان سلامة جميع الأمريكيين وحلفائنا.. أنا سعيد للغاية بعودة الأسرى الأمريكيين والإسرائيليين إلى ديارهم للاجتماع مع عائلاتهم وأحبائهم».
وأضاف بالقول: « مع إبرام هذه الصفقة.. سيواصل فريق الأمن القومي الخاص بي.. من خلال جهود المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف العمل بشكل وثيق مع إسرائيل وحلفائنا للتأكد من أن غزة لن تصبح مرة أخرى ملاذاً آمناً للإرهابيين - حسب قوله - وأشار إلى أنه سيواصل تعزيز السلام من خلال القوة في جميع أنحاء المنطقة. وتابع ترامب في بيانه: «هذه ليست سوى بداية لأشياء عظيمة قادمة لأمريكا.. بل وللعالم!» .. وقال : «لقد حققنا الكثير حتى دون أن نكون في البيت الأبيض .. تخيلوا فقط كل الأشياء الرائعة التي ستحدث عندما أعود إلى البيت الأبيض.. ويتم تأكيد إدارتي بالكامل.. حتى يتمكنوا من تأمين المزيد من الانتصارات للولايات المتحدة».
حماس
من جهتها أصدرت حركة حماس الفلسطينية أمس الأربعاء بياناً عبر منصتها في «تلغرام» بشأن الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء «العدوان على قطاع غزة» .. وقالت: إن الاتفاق هو ثمرة الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني العظيم ومقاومتنا الباسلة في قطاع غزة على مدار أكثر من 15 شهراً.. فيما أكد القيادي في حماس خليل الحية أن المعركة ستستمر لأجيال ولن تتوقف.. معتبراً أن إسرائيل لم تحقق سوى الخراب والدمار والقتل في غزة.
وجاء في بيان حركة حماس أن اتفاق وقف العدوان على غزة إنجازٌ لشعبنا ومقاومتنا وأمتنا وأحرار العالم.. وهو محطة فاصلة من محطات الصراع مع العدو.. على طريق تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة.
الاحتلال
على صعيد متصل رحب الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ مساء أمس الأربعاء بإعلان التوصل لاتفاق هدنة في غزة ووصفه بأنه «الخيار الصحيح» لإعادة الأسرى المحتجزين في القطاع.
وقال هرتسوغ في تصريح للتلفزيون: «بصفتي رئيس دولة إسرائيل.. أقول بكل وضوح.. هذا هو الخيار الصحيح.. إنه خيار مهم.. خيار ضروري.. لا يوجد أي التزام أخلاقي أو إنساني أو يهودي أو إسرائيلي أهم من استعادة أبنائنا وبناتنا سواء لكي يتعافوا في ديارهم أو ليرقدوا بسلام».
وأضاف : «أنا أؤيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريق التفاوض الذي سعى إلى هذا الاتفاق.. وأدعو أعضاء الحكومة إلى قبول وإقرار الاتفاق الذي سيقدم لهم من أجل إعادة أبنائنا وبناتنا إلى الوطن.. مؤكداً أن هذه هي الخطوة الصحيحة والمهمة والضرورية.