تشهد المملكة العربية السعودية نهضة ومكانة مرموقة؛ جعلتها من أهم الوجهات السياحية والاقتصادية والثقافية في العالم، كما تشهد تطوراً لا مثيل له يمشي بخطى أسرع من الزمن، حيث أصبحت قبلة الاقتصاد في الشرق ومحط أنظار العالم من كل قاراته ودوله، كما أضحت أكبر وأعرق الشركات والمنشآت والجهات العالمية تتسابق لتكون جزءاً من هذا التطور، ولتساهم بما تميزت وليكتب التاريخ اسمها في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وقائد الرؤية أمير الشباب سمو الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، وحرصهم على أن تكون المملكة شامخة متميزة بهمتهم وهمة أبنائها التي تضاهي جبل طويق. وقعت الشركة الفرنسية العالمية المعروفة «كريستال سانت لويس» التي تعد إحدى أهم شركات صناعة الكريستال في العالم منذ عام 1586م بعمر يتجاوز 650 عاماً مع الفنان التشكيلي والخطاط السعودي خالد المطلق لتتزين منتوجاتهم بحروف اللغة العربية ومفردات الآثار والتراث السعودي العريق، وتوثق أيضاً أبرز المعالم السياحية والثقافية السعودية في قطعهم الفريدة التي ينتجونها.
الفنان خالد المطلق، ولد عام 1981 في أبها، أحب الفنون منذ صغره، حيث تنقل بين الرسم والتشكيل بالطين ومحاكاة الخطوط من الجرائد والمجلات.
في سن السادسة عشرة انضم إلى قرية المفتاحة التشكيلية، وهي المحطة الأولى التي اختلط فيها مع فنانين وتشكيليين ومصورين، حيث كانت القرية تجمعاً لفناني المملكة في فترات الصيف، تقام فيها المعارض الفنية والورش التي شارك فيها الفنان بعرض أعماله، ومن أهم الورش الفنية التي التحق بها الفنان خالد المطلق كانت ورشة الفنان الراحل عبدالحليم الرضوي في صيف عام 1999م. بعد ذلك كانت له مشاركات في المعارض الفنية التي نظمتها رئاسة رعاية الشباب داخل وخارج المملكة.
أما عن تجربة الفنان خالد المطلق في الحروفيات، فقد أحب الخط العربي وجمالياته ودلالاته، بدأ بالتعلم الذاتي للخط العربي من الكتب والمراجع التي تختص بتفاصيل الحروف حتى التقى بالخطاط الراحل عباس البغدادي في عام 2020 ونال منه الإجازة.
يتعامل الفنان خالد المطلق مع كل عمل كأنه معزوفة منفردة بالحروف واتصالاتها، سواء كانت من أبيات شعر أو جماليات اللغة العربية مثل الجناس والتطابق والتضاد والنحو والصرف.
تأسست كريستال سانت لويس عام 1586 في منطقة لورين بفرنسا، وهي واحدة من أقدم وأرقى دور صناعة الكريستال في العالم. تعود أصولها إلى ورش الزجاج في مونسثال، التي حصلت على الاعتراف الملكي من قبل الملك لويس الخامس عشر عام 1767، مما منحها اسم «كريستالييري رويال دو سانت لويس». مثل هذا الاعتراف الملكي نقطة تحول بارزة في مسيرة العلامة التجارية، معززًا سمعتها في مجال الحرفية المتميزة والابتكار.
تميزت سانت لويس بالريادة في فن الكريستال، حيث أتقنت تقنيات النفخ اليدوي للزجاج والنقش اليدوي على الكريستال، وهي مهارات لا تزال تمثل جوهر هويتها حتى اليوم. كما كانت من أوائل المبتكرين في استخدام الكريستال الملون والزخارف المزدوجة، مما دفع بصناعة الكريستال نحو مستويات غير مسبوقة من الفخامة.
تعاونت العلامة التجارية عبر القرون مع مصممين وفنانين بارزين، مما أسفر عن مجموعات خالدة تتنوع بين كؤوس الشرب والثريات والقطع الديكورية والمشاريع المصممة حسب الطلب. كل قطعة يتم إنتاجها يدويًا في ورش سانت لويس بفرنسا، حيث يحافظ الحرفيون على تقنيات تراثية عمرها قرون مع دمج لمسات تصميم معاصرة.
تشتهر سانت لويس بشكل خاص بمجموعاتها الأيقونية مثل تومي (Tommy) وثيسل (Thistle) وفوليا (Folia)، التي تعكس تراث العلامة التجارية مع جذب الأذواق العصرية. كل قطعة تجمع بين النقاء واللمعان والدقة الفنية، مما جعل سانت لويس مرادفًا للأناقة والرقي.
اليوم، تعد سانت لويس جزءًا من مجموعة هيرميس (Hermès) المرموقة، مما يعزز إرثها كرمز للفخامة الفرنسية والحرفية الفنية. تُعرض أعمالها الفنية حول العالم، من القصور الملكية والفنادق الفاخرة إلى المجموعات الخاصة، مع الحفاظ على حضور قوي في أسواق التجزئة والتصميم الفاخر حسب الطلب.
مع تاريخ يمتد لأكثر من أربعة قرون، تظل كريستال سانت لويس رمزًا للفن، والتقاليد، والفخامة الخالدة.