«الجزيرة» - عبدالعزيز بن سعود المتعب:
الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى محل اعتزاز أبناء المملكة العربية السعودية لما لها من قيمة كبرى على كل الأصعدة، ومنها السياسية والثقافية والتاريخية، وبما أن الشعر الشعبي الوطني الجزل وتحديدا شعر الحربيات (العرضة السعودية) هو موثّق الولاء والوفاء واللحمة الوطنية ووحدة الصف والكلمة منذ الدولة السعودية الأولى إلى يومنا هذا، فإن (شعراء من الدرعية) إصدار مختلف في أهميته عمّا سبقه لأسباب عديدة منها ما اختزلته مؤلفته الدكتورة مشاعل بنت حمود الشبيب في جزئية من مقدمتها للكتاب ص 7 بقولها: (وفي هذا الكتاب تناولت مجموعة من شعراء الدرعية بدءًا من الدولة السعودية الأولى وحتى وقتنا الحاضر، وعليه فإن هذا الكتاب يحمل أهمية خاصة تفرّد بها بين باقي الكتب المشابهة له في الموضوع، من حيث كونه:
1 - الأول الذي يلقي الضوء على شعراء الدرعية.
2 - الأول الذي يضم قصائد شعرية لم يسبق نشرها لشعراء من الدولة السعودية الأولى حتى وقتنا الحاضر.
3 - الأول الذي يعرض سير ذاتية للشعراء بمعلومات لم يسبق نشرها.
4 - الأول الذي يقدّم صورا فوتوغرافية لم يسبق نشرها.
5 - الأول الذي استعان بقصائد من مخطوطات شعرية نادرة.
كما تميّز الإصدار في تبويبه وثراء المعلومات التي تضمنها محتواه بجهود المؤلفة وعزمها وهمّتها المتماهية مع دقة منهجيتها وثقافتها العالية، وإلمامها التام بكافة أغراض الشعر حيث أنصفت بمنظورها النقدي وحسها البلاغي وذائقتها الرفيعة شعراء يشار لهم بالبنان وكان يبحث الجميع عن أثرهم الأدبي قبل تاريخ إصدارها لمؤلفها القيّم المتناهي في تميزه ( شعراء من الدرعية) ومنهم الشاعر الكبير ناصر العريني (شاعر الدرعية رحمه الله) الذي تفرّدت المؤلفة في توثيق سيرته ونماذج عديدة من أغراض شعره ومناسباتها، وهو أمر يحسب لها بالبحث والدراسة الاستقصائية لكافة المصادر وكذلك الشاعر محمد أبونهية - رحمه الله «على سبيل المثال لا الحصر» وجاء الإهداء في الصفحات الأولى من الكتاب بما نصه: (إلى والدي حمود الشبيب رحمة الله عليه، تقديرا لقوله: «أنا مُقصّر في حقّْها» هناك من يتْهم بعض أبناء الدرعية بالتقصير في حقها؟ هذه حقيقة، لكن أهالي الدرعية مازالوا متعلقين بها ويربطهم بها روابط القُرب والمجاورة لكن الوقت الذي نعيشه سبب ذلك، ولا أقول عُذراً فأنا مُقصّر في حقها. لعل وعسى أقوم بشيء مما يجب عليّ أن أفعله)، والشيخ حمود الشبيب (أبوفهد) - رحمه الله أحد أبرز الرجال المعروفين الذين خدموا وطنهم في مواقع مختلفة منها عمله كوكيل لإمارة عرعر، وبعدها أمير حفر الباطن ،ثم أمير الخرج وهو شاعر معروف.
وتضمّن إصدار المؤلفة المتميز سيرته وقصائده الجزلة في كافة أغراض الشعر، ولأن الناس شهود الله في أرضه توثق بعض أبيات المرثية التالية للشاعر أحمد الحنايا العنزي بعض ما جبلت عليه شخصية الشيخ حمود الشبيب -رحمه الله من مكارم الأخلاق كالكرم والوفاء والمروءة والمواقف الكبيرة التي خلدها الشعر والمحبة المتبادلة في الله مع الجميع:
يرحمك ربي يا زعيم المروّات
بالنادر الزحزيح فعل ومهابه
يابوفهد علمك ترى حي ما مات
أمير مفتوحٍ على الناس بابه
ومنها قوله:
علمتنا حب الوطن للنهايات
أرض السعودية بشعور وخطابه
كما أن ابنه الدبلوماسي والمؤلف سلمان بن حمود الشبيب -رحمه الله- غني عن التعريف، وأثرى المكتبة العربية سواء أكان في الترجمة أو التأليف بأشهر الكتب العالمية، ومنها: (قاموس في الدبلوماسية -عهود خالدة- من الإرث التاريخي) ومن أشهر الكتب التي ترجمها -رحمه الله: (ممارسة الدبلوماسية تطورها ونظرياتها وإدارتها) لكيث هاميلتون وريتشارد لانجهورن، وقد قدّم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية -حفظه الله- في وقت سابق شكره وتقديره لورثة سلمان بن حمود الشبيب -رحمه الله- على مبادرتهم بإهداء مكتبة والدهم الخاصة إلى المكتبة الوطنية، ومنح سموه شهادة تقديرية من مكتبة الملك فهد الوطنية لعائلة الشبيب تقديرا لهم على مبادرتهم.