في بعض الأحيان يمكن أن تتداخل المقاولات مع مواضيع الإرث والتركات، خاصة إذا كانت التركة تشمل أصولاً تجارية قد يتطلب ذلك تقييم الأعمال التجارية وتحديد كيفية توزيعها بين الورثة. وقد خصص نظام المعاملات المدنية في أحد أبوابه النص على كيفية فسخ عقد المقاولة من عدمه عند وفاة المقاول، نظراً لأن العلاقة بين المقاول وصاحب العمل يمكن أن تكون معقدة وتعتمد على ظروف خاصة بكل حالة، فينفسخ عقد المقاولة بموت المقاول إذا اشترط صاحب العمل أن يعمل المقاول بنفسه، أو كان العقد قد أبرم بناء على اعتبارات تتعلق بشخصه لخبراته أو كفاءته أو قدرته الخاصة على إنجاز عمل معين، ولكن إذا خلا العقد من أن يكون شخص المقاول محل اعتبار في التعاقد فلصاحب العمل طلب فسخ العقد إذا لم تتوافر في الورثة الضمانات الكافية لتنفيذ العمل، في كلتا الحالتين يستحق الورثة قيمة ما تم من الأعمال وما أنفق في العمل الذى لم يتم بقدر ما عاد على صاحب العمل من نفع.

كذلك تحدث نظام المنافسات والمشتريات الحكومية عن حالة إذا توفي المقاول المتعاقد مع الجهة الحكومية وكانت مؤهلاته الشخصية محل اعتبار في التعاقد، يجوز للجهة الحكومية الاستمرار في التعاقد مع الورثة إذا توافرت الضمانات الفنية أو المالية الكافية لدى الورثة.

ولكون الأموال المستحقة للمقاول تدخل ضمن وعاء التركة وللورثة والدائنين حقوق فيها، فإنه يجب حمايتهم بصياغة بنود العقد بمعرفة مكاتب الاستشارات القانونية المتخصصة في الإرث والتركات وأيضا قطاع المقاولات والإنشاءات والمشاريع الهندسية والتطوير العقاري؛ لما لها من دور كبير في تحديد الشروط والأحكام التي تحكم العلاقة بين الأطراف المتعاقدة التي تتطلب الدقة القانونية والفهم الشامل لحقوق وواجبات الأطراف؛ لضمان حماية المصالح وتجنب النزاعات المستقبلية ومراعاة البنود المهمة والضرورية في التعاقد، وأيضاً مراعاة أن تكون بنود العقد محددة للحقوق والالتزامات وموعد إنجاز الأعمال لبيان ما إذا كانت الأعمال قد اكتملت أو كانت قيد التنفيذ والغرامات المفروضة في حال التأخر عن التنفيذ، ومعرفة إذا كانت هناك مستحقات مالية متعلقة بالأعمال المنفذة، ليصبح للورثة الحق في المطالبة بها ويتم توزيعها وفقاً للنصيب الشرعي لكل وارث، وأيضا ًلتحديد نوع المسؤولية القانونية في حال وجود أي التزامات قانونية أو دعاوى ضد المقاول قد تؤثر على استحقاقات الورثة، حيث لا تركة ولا إرثاً قبل سداد ديون المورث.

** **

- ماجد قاروب