لَو كانَ يَخلُدُ بِالفَضائِلِ فاضِلٌ
وُصِلَت لَكَ الآجالُ بِالآجالِ
ما من شك أن رحيل الرجال الأفاضل يكون لفقدهم وغيابهم عن الوجود وقع مؤلم ومؤثر ويبقى لهم الذكر الطيب مقيماً في طوايا النفوس مدى الأزمان، فما أسعد من كان كذلك كأمثال الشيخ مبارك بن سعد المبارك، الذي انتقل إلى رحمة الله يوم الجمعة 1-8-1446هـ وتمت الصلاة عليه بعد صلاة عصر يوم السبت 2-8-1446هـ بجامع المهنا بمحافظة شقراء، ثم حمل جثمانه الطاهر إلى مقبرة شقراء حيث ووُرِيَ الثرى في أجواء حزن على فراقه.
ولقد كانت ولادته في 12-4-1363هـ في وادي الدواسر حيث كان والده الشيخ سعد – رحمه الله – قاضياً هناك.. وأسرة آل مبارك أسرة علم ودين، وبعد بلوغه السابعة من عمره ألحقه والده بالمدرسة الابتدائية في بلدة (القرية العليا) بعد انتقال والده قاضياً فيها، وبعد أن أكمل المرحلة الابتدائية لازم والده في طلب العلم وقرأ عليه من كتب العلم وعمل مع والده في أكثر من محكمة كاتباً ومحضراً للبحوث وكان آخرها في محكمة شقراء وذلك في عام 1382هـ.
وفي عام 1384هـ افتتحت مندوبية تعليم البنات في شقراء والمراكز التابعة لها واختاره الشيخ ناصر بن حمد الراشد – رحمهم الله – رئيس تعليم البنات – آنذاك - ليكون مديراً لمندوبية تعليم البنات وذلك لما لمس منه من العلم والمعرفة، واستمر – رحمه الله – مديراً لمندوبية البنات بشقراء ثم مديراً لتعليم البنات بعد تحويلها إلى إدارة حتى تقاعد في عام 1422هـ حميدة أيامه ولياليه، وكان طيلة عمله مثالاً للجد والاجتهاد والحكمة، وأسهم في تطور تعليم البنات، وكان له دور فعّال في تأسيس المدارس والكليات واستحداث الكثير من الوظائف التعليمية والإدارية وأسهم من خلال عمله في المطالبة بإيصال الكهرباء والماء ورصف الطرق للمراكز التي يتم إنشاء مدارس فيها.
وكان – رحمه الله – باراً بوالديه واصلاً لرحمه كريماً محباً للخير وكان منزله في شقراء مفتوحاً للضيوف من أقاربه وأصحابه ومعارفه، وكان يبذل وجاهته لمن قصده في أي أمر، عطوفاً على الفقراء والمحتاجين وله مساهمات في بناء عدد من المساجد والجوامع وترميمها، كجامع الرحبة بشقراء وغيره وله مساهمات في كفالة الأيتام وتقديم النصح للجميع.
قضيت حياة مِلْؤُها البر والتقى
فأنت بأجر المتقين جديرُ
ولي مع - أبي أحمد - ذكريات جميلة وزيارات واتصالات متبادلة بين الحين والآخر.
رحم الله الفقيد أبا أحمد وألهم أبناءه الأفاضل عبدالله وسعد وحمد وبناته وزوجته، وإخوانه الأعزاء محمد وعبدالله وفيصل وعبدالرحمن وقاسم، وعموم أسرة آل مبارك ومحبيه الصبر والسلوان.
تولّى وأبقى بيننا طيب ذكره
كباقي ضياء الشّمس حين تغيبُ
**
- عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف/ حريملاء - 5 شعبان 1446 هجري.