دوري ملياري ونجوم بمليارات الريالات ودعم مالي غير مسبوق ورعاة على أعلى مستوى ودعايات وشراكات بمئات الملايين، والهدف من كل هذا رفع مستوى الدوري ليكون أحد أقوى دوريات العالم، وهو ما تحقق، فأصبح دورينا محط أنظار العالم، وأصبح الدوري غاية في القوة والإثارة وتقدم في الترتيب بين دوريات العالم بحضور نجوم عالميين رفعوا مستوى الدوري بشكل كبير وحضور جماهيري مميز، ولكن المحبط أن تكون كل هذه العوامل والدوري المثير ضحية لأخطاء تحكيمية كوارثية لا تحدث حتى في دوري الأحياء!
الأدهى والأمر أن يكون أصحاب هذه الكوارث التحكيمية قد تم استقطابهم بالملايين من دول مغمورة لا تمثل أي شيء على خارطة الرياضة العالمية مع بالغ الأسف، فما هو تاريخ هذه الدول رياضياً؟ وما هو تاريخ وقوة دورياتها حتى تنتج حكاماً يتم استقطابهم لقيادة مباريات بهذا الحجم في دوري يضم كماً كبيراً من نجوم العالم؟.
السؤال المهم: ما هو تاريخ دولة مثل لاتفيا أو ليتوانيا أو إستونيا أو الجبل الأسود وغيرها رياضياً، مع كامل الاحترام لهذه الدول، حتى يتم جلب حكام منها؟! وما تاريخ الدوري السلفادوري أو الهندوراسي أو الغواتيمالي على سبيل المثال حتى يصدّر لنا حكاماً لإدارة مباريات الدوري؟ وما ذنب الفرق وهي تدفع أموالاً طائلة لتشاهد هذه النوعية من الحكام وهم يسرحون ويمرحون بأخطاء بدائية ويرتكبون كوارث حتى مع حضور تقنية الفار!؟.
السؤال الأهم: لماذا لا نشاهد حكاماً من نخبة الدول ودورياتها القوية كإنجلترا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا قد تكون أخطاؤهم أقل بكثير ولن تثار حولهم مشاكل كبيرة؟ ولماذا لا يتم الاستعانة بحكام عرب يشار لهم بالبنان؟ والمتضرر في النهاية أنديتنا بهدر أموال تتحملها الأندية من مداخيلها على حكام سيئين والأكثر تضرراً عدالة المنافسة مع هدر نقاط ذهبت أدراج الرياح ولن تعود.
دائرة التحكيم بقيادة الأوزبكي مانويل نافارو مسؤولة عن كل ما يحدث في هذا الأمر بتعنتها وإصرارها على جلب هذه النوعية من الحكام وفق استراتيجية غير واضحة في جلب الحكام الأجانب لإدارة المباريات، فمن غير المعقول أن يتم إجبار الأندية على حكام من هذا النوع، وهل هو تمهيد الطريق للعودة للحكم المحلي الذي تسبب في حالة غليان في الشارع الرياضي في الكثير من المرات لعدم قدرته على تحمل الضغوطات، وفشل معها مرات كثيرة كانت فيها الكوارث بالجملة.
إدارة الهلال طفح كيلها وخرجت عن صمتها (الطويل) ببيان قوي جداً أرسلت من خلاله رسالة واضحة المعالم بأنها ترفض هذه الأخطاء التي كلفتها الكثير ورفضت الحكم السعودي لقيادة مباريات فريقها.
ختاماً.. خير الكلام ما قل ودل، فظاهرة استقطاب حكام من دول مغمورة يحب أن تنتهي حتى ننعم بدوري تقل فيه الأخطاء.
**
- عمار العمار