في إحدى المناسبات الرياضية التي جمعتني برفيق الدرب والخل الوفي الراحل د.صلاح السقا -رحمه الله تعالى- في نادي الرياض قبل ما ينيف عن عقد من الزمن سألته وهو الذي كان متخصصاً وباحثا حصيفا في علم النفس الرياضي.. العلم الفتي الذي يدرس سلوك وتفاعل الرياضيين في ميدان التنافس، ويساعد بالتالي على تحفيز الذات وتطوير تقنيات التفكير الإيجابي وتحسين الأداء الرياضي ويمنحهم القدرة على التعامل مع الضغوط والتحديات الموجودة في المنافسات الرياضية.. وبناء الثقة وتحقيق الأهداف والتطلعات المنشودة في المواجهات التنافسية.
سألت الخبير النفساني عن دور العامل النفسي في تحقيق التفوق الرياضي فكانت إجابة فقيدنا الغالي (أبو أحمد) وبناءً على الدراسات النفسية والأبحاث الرياضية بأنها تشكل ما نسبته (65 %) أي أنها تتفوق على (العوامل الفنية) وبنسبة عالية إذا كان التحضير النفسي يسير وفق مراحل الإعداد والتدريب والمنافسة، ولذلك في عالم كرة القدم لا يوجد مفاجآت أو ضربات حظ..! بل يوجد إعداد نفسي رائع وتحضير جيد يساعد اللاعب على تجاوز حالات الارتباك والخوف والتوتر والقلق الذي يشعر به قبل المنافسة وأثناءها ويعزز بالتالي من ثقته في نفسه وهي بالطبع من أهم العوامل الضرورية في تحسين الأداء وتحقيق النتائج الإيجابية.
تذكرت ما قاله د.صلاح السقا -رحمه الله تعالى- عندما نجح فريق الرياض في الخروج من لقائه الأخير ضد فريق الهلال المرصع بالنجوم الشهيرة والأسماء الكبيرة.. الذي انتهى بالتعادل 1-1 بعد أن قدم الفريق الاحمر والأسود مستوى متميزا وأداء رائعا كسب بها إعجاب كل من شاهد اللقاء وكان قريباً من الفوز لولا ظروف المباراة وما صاحبها من أحداث دراماتيكية.! لتثبت كرة القدم وبما لا يدع مجالاً للشك أنها عالم لا يعرف المفاجآت ولا لغة المستحيل، ولا تعترف بالأسماء بقدر العطاء والروح القتالية.
وأيضاً احترام المنافسة والمنافس، وهذا هو المعروف عنها، ولذلك على لاعبي فريق الرياض أن يواصلوا انطلاقاتهم ويستثمروا هذه الروح العالية في ولوج المزيد من التحديات والمكتسبات والاستمرار على هذا العطاء المتميز والحضور الرائع في منافسات دوري روشن السعودي للمحترفين في ظل وجود إدارة شابة واعية بقيادة رجل المرحلة الاستاذ بندر المقيّل الذي نجح بفكره الإداري الاحترافي في صناعة وصياغة فريق يعشق التحدي.. قادر على أن يعيد لنا عصره الذهبي في عقد التسعينيات الميلادية من القرن الفائت الذي شهد دخول المدرسة لعالم المنجزات الخالدة والألقاب الذهبية التي وضع بصمتها جيل الأسماء الرنانة التي كانت تعج بهم الخارطة الحمراء في تلك الأيام الخوالي.. جيل فهد الحمدان -رحمه الله- وناصر سدوس وطلال الجبرين وابراهيم الحلوة وياسر الطائفي وصالح النجراني وأحمد زايد، وبقية الأسماء اللامعة التي حفرت أسماءها في تاريخ ومسيرة مدرسة الوسطى.
وقفة
من كان له تاريخ لابد أن يعود يوماً.
** **
- سلطان الدوس/ أمين عام نادي الرياض سابقاً