جواهر الدهيم - «الجزيرة»:
أطلقت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ظهر أمس الاثنين 24 فبراير 2025م معرضاً نوعياً متخصصاً بعنوان:» قلب الجزيرة العربية»، أقيم المعرض بمبنى الخدمات وقاعات الاطلاع بطريق خريص، ويستمر حتى يوم 24 مارس المقبل، بالتعاون مع سفارة خادم الحرمين الشريفين بالمملكة المتحدة، وذلك بمناسبة الاحتفاء بيوم التأسيس وبداية انطلاق الدولة السعودية الأولى مطلع القرن الثامن عشر الميلادي على يد الإمام محمد بن سعود، وسوف يتم فتح المعرض للزوار طوال أيام الأسبوع ما بين التاسعة صباحاً إلى السابعة مساء، عدا يوم الجمعة.
يحكي المعرض عبر الصور والوثائق والكتب رحلة عبور 1300 كم في أرض المملكة العربية السعودية على خطى هاري سانت جون (عبدالله) فيلبي. ويتضمن عرضاً لأندر الصور التي صورها الرحالة عبدالله فليبي في رحلته لاكتشاف قلب الجزيرة العربية.
وقد بدأت الرحلة من العقير بتاريخ 15 نوفمبر 1917 عندما وصل فيلبي وفريقه إلى الشاطئ من رحلة بحرية على متن قارب جنوباً من البصرة، ثم انطلق هذا الفريق سيراً على الأقدام وركوباً على الجمال، مدوناً ملاحظاته الميدانية الدقيقة، ومعلومات متعددة حول ما تضمه الجزيرة العربية من آثار ونباتات ومدن وقرى في مختلف المناطق، بالجزيرة العربية.
يعد عبدالله فيلبي من الشخصيات التاريخية البارزة التي شكلت صورة مشرقة في سياق مرحلة تكوين المملكة العربية السعودية، وذلك ضمن الشخصيات الكثيرة النوعية التي واكبت هذه المرحلة، وعايشت جانباً من تأسيسها ونهوضها، وواكبت مرحلة التوحيد والتأسيس، هذه الشخصيات التي كانت في معية الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - وعملت في المجال الاستشاري والإداري في تلك المرحلة، حيث كانت لعبدالله فيلبي أدوار مهمة، خاصة في رحلاته الاستكشافية لشبه الجزيرة العربية، وله عدد من المؤلفات البارزة عنها في مجالات السياسة والإدارة والآثار، وهي مؤلفات تشكل وثائق تاريخية مهمة في رصد أحداث المنطقة العربية عامة، والمملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي وصفه فيلبي بأنه « رجل رائع وعظيم في قيادة دولة عربية موحدة».
وفي كتابها الذي ألفته إليزابيث مونرو بعنوان: «فيلبي الجزيرة العربية» وأصدرته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تقول عن رحلاته الاستكشافية في جزيرة العرب والمملكة العربية السعودية: «هو يسجل اسم كل مكان من تلال وأودية وآبار وأشجار، ويجمع الطيور والسحالي والزهور والعينات الجيولوجية، ويرسلها إلى المتحف البريطاني، ويقيس درجات الحرارة والضغط الجوي والارتفاع عن سطح البحر، واتجاهات البوصلة، ويرسم تخطيطاً للمعالم الأرضية، وينسخ النقوش، ويستجوب بدقة كل المرشدين والغرباء الذين يقابلهم عن التاريخ والمجتمع، وعن الأصول القبلية والعادات الصحراوية، يقوم بكل ذلك مسافراً على قدميه أو على ظهر بعير عبر قفر شديد البرودة أو الحرارة، يعيش على حفنة من التمر وقربة من ماء آسن، ويجلس في آخر النهار ليكتب على ضوء مصباح بخط مرتب مقروء نتيجة ملاحظاته واستجواباته، وهو مرهق جسديّاً بسبب مشقة السفر، لم يلنْ قط. وذلك هو السبب بأنه أعظم من استكشف الجزيرة العربية».
وقد قامت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بترجمة مجموعة كبيرة من كتب الرحالة الغربيين إلى الجزيرة العربية من 12 لغة، صدرت في السنوات الماضية.