نمر هذه الأيام بذكرى عزيزة وغالية على نفوسنا كانت من أهم أولوياتي للمشاركة فيها ولو بخاطرة، وحيث لدي الكثير من الخواطر والمشاعر حيال ثلاثة قرون من العمق الوطني المتواصل ومن العز والفخر بذكرى يوم التأسيس حيث منذ ثلاثة قرون من الأصالة نعيد استذكارها سنوياً، ويحتاج منا إلى تأصيلها ونقش هذه الذكرى في نفوسنا ونفوس النشء، وصولاً إلى معرفة أهمية ذلك اليوم وذلك التاريخ وكل ما حواه من فصول ومراحل جسدت معنى التلاحم بين الشعب السعودي الكريم والعزيمة المنقطعة النظير من هذه الأسرة المباركة (آل سعود)، وبالتالي فإن تاريخ 1139هـ الموافق 1727م يجب تخليده ونقشة في العقل والصخر وتطويع كل ما أمكن من عمل لإبراز تلك البداية التي تمثل وحدتنا اليوم، حيث الإمام محمد بن سعود كان له رؤية ثاقبة من خلال اختيار الزمان والمكان المناسب، حيث الزمن معروف وقد سبقته مراحل والمكان الدرعية وسط الجزيرة العربية، ثم الأمن المائي من خلال وادي حنيفة يليه الأمن الغذائي من خلال المزارع الخصبة التي تحيط به وبالتالي شيد على ضفتي الوادي الأحياء العامرة المعروفة ومنها على سبيل المثال لا الحصر الطريف وبنى قصر الحكم سلوى والمسجد دور العبادة ومنبع الثقافة ثم الأسواق والآبار والأسوار حول العاصمة الفتية؛ ليعزز مكانته وينطلق لبث الأمن والرخاء ومساعدة المحتاجين ونحن نعرف أن كل بلده حول الدرعية تعتبر كياناً بذاته آنذاك فاستطاع بهذا التكوين المؤسسي انضمام تلك الكيانات إليه، ولم يأت ما نحن فيه من إرث متواصل على طبق من ذهب بل بتوفيق الله أولاً ثم بالعزم والتضحية لكي تستمر المسيرة مهما اعتراها من ظروف وتوقف مؤقت لتصلنا اليوم في شموخ وأنفة ...إلخ.
رحم الله إمام التأسيس قبل ثلاثة قرون (يوم بدينا) الإمام محمد بن سعود الذي اختار الدرعية لتكون عاصمة العمق العربي وقلب الإسلام النابض من شبه الجزيرة العربية، إمارة ثم دولة عربية عظمى، ورحم الله موحدها الملك عبدالعزيز الذي جمع معظم أجزاء الدولة السعودية الأولى والثانية ذلك الإرث العظيم فيما يسمى الدولة السعودية الثالثة (المملكة العربية السعودية) في العصر الحديث، وحفظ الله سلمان الحزم والعزم قائد مسيرتنا ونهضتنا وسدد ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عرّاب الرؤية (2030).
إنها فرصة لتعزيز مشاعر الولاء والتلاحم والعمل على الالتفاف حول قيادتنا لنزداد منعة وهيبة.
** **
- اللواء متقاعد/ فائز بن سالم بن زاحم الشهري