تصوير - التهامي عبد الرحيم:
بعض المداخلات
* قال الدكتور جاسر الحربش: الحمد لله الذي أكرمنا بحضور تكريم الأستاذ خالد المالك، صديق الطفولة، وزميل الدراسة، وابن المدينة، فقصة أبا بشار مع الصحافة واهتمامه منذ الزمن الأول، حيث افتتن بالصحافة يقدم بكل جرأة، واستطاع أن يختطف قلب جريدة الجزيرة، دخل بعلاقة افتتان وزواج عرفي في مرحلة شبابه مع صبية فاتنة كما كانت الصحافة الورقية في تلك الأيام، وكان الزواج عرفياً لأن الزواج الشرعي مع أم بشار، واستمر القران لعقود ثم حدث لهما ما أوجب الافتراق الرسمي إلى أن عاد الاقتران بفضل الله ثم فضل سند الثقافة والإعلام الأول خادم الحرمين الشريفين أطال الله عمره بصحة وعافية، وكان آنذاك أمير منطقة الرياض.
والآن نحتفل بتكريم الأستاذ خالد المالك بعد أن أدركتهما (هو والصحافة الورقية) الشيخوخة كرمز للإخلاص والوطنية واللطف:
هو البحر من أي النواحي أتيته
فلجته الإخلاص واللطف ساحله
وهذا اقتباس بتصرف من بيت شعر قديم. وشكراً لكم.
* وقالت الدكتورة نوال الثنيان: لقد عملت مع الأستاذ خالد المالك وقد عرفت عنه ما لا يعرفه الكثير وهو تميزه في مجال البحث العلمي وأولوياته، عرفت ذلك من خلال عملي معه أستاذ كرسي بحثي لصحيفة الجزيرة في الجامعة قبل سنوات، لذا يعد أنموذجا في دعمِ البحث العلمي وتعزيز الشراكة المجتمعية على مدى سنواتٍ طويلة، وفي صروح متنوعة جغرافيا من خلال إنشاء ثلاثة عشر كرسيا في جامعات السعودية، هذه الكراسي التي سبقت زمنها من خلال تبني مجالاتٍ بحثيةَ نوعيةَ وغيرَ مسبوقة، رأيي هذا جاء في أثناء وبعد عملي معه أستاذ كرسي لصحيفة الجزيرة للدراسات اللغوية الحديثة في جامعة الأميرة نورة، كانت متابعته للنتاج البحثي والندوات التي تعقد والدورات التدريبية مستمرة وتحفيزه متواصلا، حرص كل الحرص على توثيق هذه الجهود والارتقاء بها لتمثل رسالة الكرسي، فشجع على عقد شراكات بحثية لخدمة البحث العلمي وتوسيع آفاقه، وأكد على أن تكون الدراسات حديثة وبينية مع اللغة العربية، لذا أسسنا ثلاثة مشروعات متكاملة بجهود متنوعة هي : اللغة العربية والإعلام الجديد، وحوسبة اللغة العربية، واللغة العربية والطفل، كل مشروع تضمن ندوة علمية استقطبت علماء وباحثين على المستوى المحلي والإقليمي، ودورات تدريبية في المجال وإصدارات بحثية ومعرفية، بذل الأستاذ خالد جهوده لتوثيق هذه النشاطات في إصدارات، وتابع وصولها للجامعات السعودية والعربية، كما حرص على عقد شراكات ليؤدي الكرسي أهدافه المرسومة، كان من أهمها شراكة مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية لتحكيم الأبحاث في مجال اللغة العربية والإعلام الجديد ونشرها في مجلة المركز، لم أنس تشجيعه لنا لنتخطى حدود الوطن ونقل العلم في التخصص للغة العربية، فعملنا على مشروع ترجمة ثلاث عشرة ورقة علمية من لغات عدة، منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية للغويين عالميين، وكيف حققنا تواصلا ثقافيا معهم واستفدنا من ذلك الكثير.
هذا غيض من فيض نتاج هذا الكرسي البحثي والثقافي والمهاري مما أضاف للمكتبة العلمية وللمجتمع ثراء مغدقا.
لم يكتف الأستاذ خالد المالك بإنشاء الكراسي البحثية وتبنيها، بل كان متواجدا على مدار الساعة بفكره ودعمه وتعزيزه ومشورته لتحقق هذه الكراسي مستهدفاتها التي أنشئت من أجلها.
شكرا لكل ما قدمتموه، وعذرا لأننا لم نعطه فترة عملنا معه فسحة لاستراحة محارب.
كانت قيمُ العطاء الباذخ والوطنيةُ الصادقة ومتعةُ الإنجاز والمشورةُ السديدة تكتنف مسيرةَ عمله لذا حقق وأنجز وبنى.
في الختام لدي اقتراحان:
* الأول: ومن هذا المنبر أؤكد على أهمية حصول مثل هذه القامة المعطاءة والمخلصة على جائزة دعم البحث العلمي النوعي الذي سبق زمانه في المجال والأولوياتِ البحثية والمخرجاتِ والشراكاتِ التي تعدت حدودَ الوطن لتبني قوة ناعمة علمية وثقافية للسعودية.
* اقتراحي الآخر: وهو شخصي أن يوثق الأستاذ خالد هذه المواقف العطرة والسيرة الزاخرة بالعطاء والإنجازات الثرية وقدرته على بناء الشخصيات قيادة وإدارة وفكرا وإحداث الأثر العلمي والتواصلي في كتاب يحكي سيرته الذاتية ليستفيد منها الكثير ولتكون مدرسة حياة وإدارة لهم.
* وقالت الدكتورة فوزية أبو خالد: أُحيي جميع الحاضرين لهذه الأمسية للاحتفاء بعلم وقامة في العمل الصحفي في المملكة العربية السعودية، وأُحيي المتحدثين الذين تحدثوا عن هذه الشخصية المتميزة الاستثنائية وكذلك أوجه التحية للأستاذ أحمد الحمدان لمكتبة القيصرية وجامعة الأمير سلطان في هذه المبادرة الجديدة لتكريم بنات وأبناء الوطن على عملهم الوطني.
وأضافت أيضاً عاصرت الأستاذ خالد المالك معاصرة أسبوعية في مد وجزر لما يزيد على 25 عاماً فما عرفتُ عنه إلا الإخلاص في القول والعمل، فهو فتح للمملكة وللمجتمع نافذة على الصحافة الحديثة إمكانية تقنية ومضموناً وكان من الفترة الأولى لتوليه رئاسة تحرير جريدة الجزيرة قد أسس لمرونة أريحية في حرية التعبير وتمثيل النقد الموضوعي ما استطاع لذلك سبيلا كما يسجل له حرصه على حضور المرأة في الصحافة حضوراً فعلياً، وهناك عدة أسماء انطلقت في الصحافة بوجود الأستاذ خالد المالك، وفتح الأستاذ خالد المالك في الصحافة السعودية الحديثة نافذة كتابات الرأي المستنيرة سواء كان يتفق مع أقلامها أو يختلف، وأسست جريدة الجزيرة للكثير من كتابات الرأي، وفتح الأستاذ خالد المالك نافذة لتجديد الهوية والانتماء بالمعنى الوطني على أرض كريمة مستقلة وبدولة موحدة حديثة معاصرة وبشعب له وزن وله رأي وعنده طموح للعلم وللارتقاء. وقد جاهد لصحيفة الجزيرة حضوراً مميزاً بين صحف المملكة وفي الصحافة العربية.
وتعد جريدة الجزيرة من أوائل الصحف السعودية التي سجلت حضوراً مبكراً على نوافذ الصحافة الإلكترونية ولم تقتصر على الحضور الورقي.
ولن أختم كلمتي القليلة في حق أ. خالد دون أن أشيد بالطاقم الإداري وطاقم التحرير الذي عمل يداً بيد مع أ. خالد نحو استمرار ونجاح صحيفة الجزيرة ممن زاملتهم ولمستُ لمس اليد مهنيتهم العالية ومكارم أخلاقهم.
وأيضاً لا بد من تحية توجه لشريكة حياة الأستاذ خالد السيدة الدكتورة سلوى الزامل وجميع أفراد الأسرتين أسرة المالك وأسرة جريدة الجزيرة.
* وقال الدكتور عبدالملك الشلهوب: صحيفة الجزيرة ومنذ تولي خالد المالك رئاسة تحريرها وهي تحظى بمقرؤية كبيرة، كما أن خالد المالك لم يكتف بكوكبة الكتاب، بل إنه فتح المجال للقراء للمشاركة في الكتابة وطرح آرائهم من خلال صفحة عزيزتي الجزيرة التي كانت من أجمل الصفحات لاعتمادها على مشاركات القراء. الأستاذ خالد المالك مدرسة صحفية وإدارية واهتم كثيراً بدعم البحث العلمي من خلال كرسي الجزيرة في جامعة الملك سعود والذي أصدر العديد من الدراسات العلمية، شكراً لك أستاذنا القدير على ما قدمت للإعلام السعودي.
* وقال الأستاذ محمد رضا نصرالله: إن أول مرة التقيت خالد المالك كان في يوم تاريخي بامتياز..
وكان ظهيرة يوم السابع من أكتوبر سنة 1973 ثاني يوم من حرب العبور، حيث جئت إلى مبنى جريدة الجزيرة الجديد في الناصرية متأكداً مما جرى، بعد أكذوبة أحمد سعيد الإعلامية المدوية أيام هزيمة حرب 67 ، وفي الجريدة شاهدت يومها الأميرين خالد بن فهد بن خالد، ومحمد عبدالله الفيصل - وكانا يشغلان مناصب قيادية في وزارة الشيخ حسن آل الشيخ للمعارف - جاءا يتسمعان مثلي أخبار الحرب.
وبما أن مبنى الجزيرة كان أول مبنى تنتقل إليها صحيفة من صحف الرياض من مطابع بن ثنيان في المرقب، فقد طلب الأستاذ خالد من مدير تحرير جريدته عثمان العمير أن يأخذني في جولة على مكاتب المحررين ومطابعها الجديدة، حيث كنت وقتذاك أنشر بعض مقالاتي ومقابلاتي الصحفية، بين جريدة الرياض أثناء رئاسة أحمد الهوشان لتحريرها بإدارة محمد العجبان، إذ كان تركي السديري ما يزال سكرتيرا لتحرير الجريدة ورئيسا للقسم الرياضي، وبين مجلة اليمامة برئاسة محمد الشدي. كنت وقتها ما زلت في سنة أولى جامعة.
ولعل ما لفتني في الجزيرة وقتها مقالات د. غازي القصيبي الأستاذ المساعد للعلوم السياسية في كلية التجارة، التي كان ينشرها محللا قضايا السياسة الدولية والعربية في صفحة تحمل عنوان (الحقيبة الدبلوماسية) قبل أن يبدأ غازي بنشر معظم قصائده الملتهبة مشاعر ومواقف فوق صفحات جريدة الجزيرة.
كذلك كان يشدني وقتها انفتاح إسماعيل كتكت محرر الصفحة الأدبية على المجتمع الأدبي في الرياض، قبل أن ينتقل حمد القاضي من جريدة الرياض بزاويته (جداول) إلى الجزيرة حيث تولى الإشراف على صفحاتها الأدبية، إضافة إلى ما كانت تنشره الجزيرة من مقالات اجتماعية تلامس الشأن العام والمطالب التنموية.
كنت وقتذاك أرى فيها محررا شابا وسيما يافعاً نشطاً يرتدي الغترة دون عقال هو عبدالرحمن الراشد، أخذه بعد ذلك عثمان العمير معه، ليحتلا واجهة الصحافة العربية في لندن، حيث أصبح عثمان رئيسا لتحرير جريدة الشرق الأوسط وعبدالرحمن رئيسا لتحرير مجلة المجلة، وقد أصبحت الجزيرة منصة انطلاق لآخرين، فعلوي طه الصافي أصبّح أول رئيس لتحرير مجلة الفيصل، وحمد القاضي رئيسا لتحرير المجلة العربية، وغيرهما من صحفيي الجزيرة، أخذوا فرصهم في صحيفة هنا وصحيفة هناك، وهذه ميزة تحسب لسجل خالد المالك المهني، حيث لم يحتكر محرريه، بل أطلق لهم العنان طائرين بحرية في سماء الفرص الصحفية.
فتحية كبيرة له في يوم تكريمه المستحق.
* كما تحدث الأستاذ محمد التونسي في مداخلته قائلاً: من المواقف التي كنت شاهداً على الكثير منها والتي تستحق أن أتحدث بها عن أستاذنا خالد المالك -ولو أتيحت لي الفرصة لبقيت حتى الفجر أتحدث عنها-، وأقل ما يُقال عنه أنه صاحب قلب قائد، وصانع أجيال من القياديين في الصحافة والإعلام وأقول الإعلام لأن مجموعته برزت في الإعلام المقروء والمرئي والمسموع وهكذا.
أتيت من المدينة المنورة وأنا في عمر السابعة عشرة لكي أدرس الإعلام في جامعة الملك سعود، وفي الأسبوع الأول طرقت باب صحيفة الجزيرة، دخلت على الأستاذ صالح العجروش مدير عام المؤسسة وإذا بالأستاذ خالد المالك يدخل علينا وسلّمني إياه وكان خير مسلم وتسليم.
الأستاذ خالد يفتح أبواب الفرص ويضيء الدروب حقيقةً، رجل لا يخاف على نفسه أبداً من أي إنسان. رجل يعمل ويدير بصمت، كان يحضر إلى مكتبه الساعة السابعة إلا ربعاً، وقد أرسلني خلال زيارة الملك خالد -رحمه الله- إلى مناطق سدير والقصيم وحائل، ولكم أن تعلموا وأنا في السنة الأولى يبعثني في زيارة ملك لأنه وثق بي، فخالد كان يذكي ويزرع الثقة، بعدها أرسلني إلى مؤتمر هام للبترول وكان المؤتمر باللغة الإنجليزية واستحيت أن أقول له لا أقدر، فاستعنت بالدكتور فايز حزام جزاه الله خيراً للترجمة وتمت الموافقة على أن ألتقي رئيس المؤتمر في حوار، وسألت رئيس المؤتمر: وكان آنذاك د. محمد عبده يماني -رحمه الله- وزير البترول بالنيابة، يقول: المملكة أكبر منتج ومصدر للبترول ومساحتها أكثر من مليوني كلم، لو استغلت ألفي كلم من مساحتها في مجال الطاقة الشمسية فقط لأصبحت أكبر منتج ومصدر للبترول والشمس في العالم، هذا الموضوع سلمته وقتها وصحوت الصبح وإذا به عنوان على عرض الصفحة الأولى بـ8 أعمدة: محمد التونسي يكتب من مؤتمر البترول.
وأذكر أنني كنت في منافسة بجامعة الملك سعود على وظيفة مُعيد وكانت وظيفة واحدة فقط، ثم سئلت سؤالاً عن مساحة المملكة فكانت تلك الإجابة العالقة في ذهني وقال لي الدكتور حمود البدر الذي أذكره بالخير دائماً: لولا إجابتك هذه لما قُبلت في الوظيفة. فشكراً لأستاذي خالد المالك، وشكراً لكم.
* وقال المحامي كاتب الشمري، شكراً لمدير الندوة الأستاذ جابر القرني على إتاحته لنا الفرصة للتحدث في هذه المناسبة المهمة وهي ندوة تكريم الأستاذ خالد المالك الذي يستحق أكثر وأكبر تكريم لأنه هو أحد القامات الإعلامية على مستوى المملكة والخليج والعالم العربي، نحن سعداء بحضور هذا الملتقى الهام الذي جمع قامات كثيرة من كل المستويات، وهذا دليل على اهتمامهم واحترامهم بشخص أبي بشار، وأنا شخصياً كما عرفت الأستاذ خالد منذ عام 90 عندما كنت أتولى قضايا لها طابع وطني وإنساني مثل قضية 11 سبتمبر وقضية جوانتنامو وغيرهما.. حيث كانت «الجزيرة» تدعمها وتنشر هذه القضايا وأحداثها، وهذا يدل على أن رئيس تحريرها هو من يقرر ويوجه نشر ودعم القضايا التي لها طابع وطني، وأبو بشار أكيد له الدور الفعَّال بهذا.
أكرر شكري للأستاذ أبي بشار وأبارك له هذا التكريم بحضور هذه القامات المختلفة التي تحضر تكريمه.
* وقالت الدكتورة ظافرة القحطاني، أنا مدانة للأستاذ خالد المالك، فقد كنت في المرحلة المتوسطة عام 1412هـ ولي موهبة، كتبت من خلالها مقالة تحت عنوان (أيهما أفضل الحب أم الكراهية؟) فنشر فوراً في صحيفة الجزيرة، وكانت أكبر حافز لي بالاستمرار إلى حين انشغالي بدراسة الطب، ثم العودة للكتابة والتأليف الذي أشاد به أدباء ومفكرون، فشكراً لمن شجعني.