رؤية - عمار العمار:
لم يكن أشد المتفائلين بسقوط الهلال أن يشاهده في هذه الحالة المزرية التي يمر بها الفريق حتى وصل الحال به إلى أن الأندية بدأت تتجرأ عليه، ولم يكن أشد المتشائمين من الهلاليين أن يرى فريقه بهذا الوضع المحزن والصورة البائسة يأمل معها بخسارة بهدف فقط!
فما يحدث للهلال هو أشبه بفاتورة يدفع ثمنها المشجع الهلالي بعد موسم سابق كان الفريق في أوج عطائه توج خلاله بالألقاب المحلية وبدأ موسمه الجديد بلقب كذلك ربما كل هذا جعل القائمين على نادي الهلال (إدارة، مدرباً، لاعبين) يعيشون في برج عاجي وكأنهم لا يخسرون ولا يمكن انتقادهم وهم بذلك يهدمون كل هذه المكتسبات.
ولم يتوقع أحد أن تهتز صورة الهلال ويفقد هيبته بهذه السرعة وهذا الشكل، فمن موسم كسر فيه كل الأرقام وتغنَّت جماهيره بهلال لا يقهر إلى موسم يبدو أنه سيكون للنسيان (إذا استمر الحال على ما هو عليه) وسيكتفي ببطولة وحيدة فقط.
المتتبع للشأن الهلالي منذ القدم يدرك أن هذا الهلال يكبو كبوة جواد أصيل ثم يقوم ويخطو خطاه للأمام ولكن ما شهدناه هذا الموسم أن هذا الجواد مكبل لا يقوى على الحراك حتى الآن.
ثمة أمور عدة ساهمت في تردي الهلال بداية من مدرب متعنت حتى وصل الحال به إلى أن تصادم مع الجمهور وإدارة تفضِّل الصمت حتى في أحلك الظروف ولاعبين مستواهم في القاع لم يقدِّروا قيمة الشعار للأسف، علاوة على قلة من الجماهير تهاجم بلا فكر وإعلاميين يخدمون مصالحهم الشخصية على حساب الهلال ونهاية باتحاد اللعبة ورابطة دوري المحترفين بقرارات لا تخدم مصلحة الكرة السعودية بتقليص عدد اللاعبين إلى 25 لاعباً تضرر منه الهلال بشكل كبير جداً فقد من خلاله أسماء بارزة.
مشكلة الفريق الهلالي أنه صنع المشكلة من تلقاء نفسه ولم يجد الحل الشافي الكافي لهذه المشكلة، فكثرة التعثرات صنعت فجوة وفقداناً للثقة بين المدرج الهلالي الكبير وبين الفريق ومدربه وإدارته، فالكل يتفق على أن المدرب جيسوس من أفضل مدربي العالم ولكنه ليس بعيداً عن الانتقاد ويخطئ ويصيب وهذا الموسم خرج بقناعات عجيبة غريبة فقد من خلالها ثقة المشجع الهلالي لأنه لا يزال يفرض قناعاته الغريبة التي ذهبت بالفريق إلى أدنى مستوياته وخسر مباريات بسبب سوء قراءته وسوء تغييراته وسوء تشكيلته في البداية وليس عيباً أن تتم إقالته، فالموقف يتطلب ذلك.
وحتى إدارة الهلال لها نصيب من هذا السوء والتراجع بعدم الخروج في مواقف يتطلب منها الخروج للدفاع عن قضايا الفريق لاسيما الأخطاء التحكيمية التي أفقدت الهلال نقاطاً عديدة إضافة إلى إيضاح بعض القضايا الشائكة التي تهم المشجع الهلالي كقصة رحيل سعود عبدالحميد وعدم التعاقد مع لاعبين في الفترة الشتوية وعدم معالجة قضية رحيل مدرب اللياقة علاوة على ضعف مردود الجهاز الطبي وعيادته التي تعج باللاعبين.
ختاماً
لغة الأرقام دائماً تغني عن الكلام وهي التي تكشف حجم الفوضى الهلالية الفنية بقيادة جيسوس:
- الموسم الماضي لعب الهلال 53 مباراة في مختلف المسابقات، فاز في 48 مباراة وتعادل في 4 مباريات وخسر مباراة واحدة، سجل الهلال 147 هدفاً وتلقى مرماه 37 هدفاً.
- أما هذا الموسم وحتى الآن لعب الهلال 37 مباراة في مختلف المسابقات، فاز في 27 مباراة وتعادل في 4 مباريات وخسر 6 مباريات، سجل الهلال 106 أهداف وتلقى مرماه 41 هدفاً.
أرقام تكشف تخبط السيد جيسوس وسوء مردود لاعبي الفريق وصمت الإدارة الهلالية، ولتأكيد حالة البؤس الهلالي هذا الموسم فقط فقد خسر من الاتحاد بعد 4 مواسم وخسر من الأهلي بعد 5 مواسم، وخسر من القادسية بعد 7 مواسم في كل المسابقات وكذلك خسر أمام الخليج لأول مرة في تاريخه كما خسر من بختاكور الأوزبكي لأول مرة في تاريخه.
وفي هذا الموسم خسر الهلال بالأربعة من الاتحاد بعد 8 مواسم، وخسر من الأهلي بالثلاثة بعد 8 مواسم، وتلقى الخسارة في الدوري أمام القادسية بعد 19 موسماً.
الخلاصة تقول إن الهلال قادر على العودة والمنافسة ولكن بشرط تنازل السيد جيسوس عن قناعاته أو إقالته ولا خيار ثالثاً، وكذلك تحمّل اللاعبين المسؤولية أمام المدرج والعودة لمستوياتهم عدا ذلك سيكون موسماً للنسيان.