الباحة - واس:
لم تكن منطقة الباحة بطبيعتها الخلابة وجبالها الشاهقة ومبانيها المعمارية التراثية وفنونها الشعبية وأزيائها التي تعكس هويتها وثقافتها بعيدة عن الفنانين التشكيليين والتشكيليات بالمنطقة، وكانت ملهمة لهم، وجسدت أعمالهم الفنية كتابًا بصريًا مفتوحًا للمهتمين للتعريف بالمنطقة، كما يحرص الكثير من المهتمين والمهتمات من أبناء المنطقة بالفن التشكيلي بنقل الصورة عن منطقة الباحة من زاوية الفن التشكيلي وإظهار إبداعاتهم الفنية في هذا المجال.
وأكدت عضو جمعية الثقافة والفنون بالباحة الفنانة التشكيلية بدرية الزهراني، أن طبيعة الباحة تشكّل إلهامًا للإبداع والاستمرار في ممارسة الفن التشكيل، مشيرةً إلى ما تمثله بيئة الإنسان من أهمية في اكتشاف المواهب وتجسيدها بما يتناسب معها وإبراز ما تتميز به المنطقة من تراث عريق.
وبيّنت أن بدايتها في موهبة الرسم تعود إلى مراحل الدراسة الأولية، وكانت أدوات الألوان والرسم جزءًا من حياتها اليومية، مفيدةً أن أهم أعمالها التشكيلية التي يبلغ عددها 20 لوحة تقريبًا، لوحة (الفراشة)، ولوحة المرأة الريفية التي تتمتع بصفات شخصية وأزياء خاصة بالمنطقة، ولوحة (العرضة الجنوبية).
وأوضح الفنان التشكيلي عبدالله الدهري، أن الطبيعة هي مصدر إلهام لا ينضب للفنان، ويجسد للواقع الذي يحمل الذكريات وما يتمتع بها المكان والإنسان من إرث تاريخي وثقافي، فارتبطت أغلب أعمال الفنانين بالباحة بثقافتهم وفكرهم ومخزونهم التاريخي من معايشته للقرية الجنوبية.
وقال الفنان والخطاط التشكيلي عبدالعزيز آل مجثل: «دائمًا ما تشكل الأعمال الفنية التي تحكي تضاريس المكان والزمان، والعادات والتقاليد عنصر جذب لزوار المعارض والفعاليات، التي تكون نتاج تجربة الفنان مع تراثه وثقافته المحلية بمختلف مكوناتها المادية والمعنوية، وتعكس انتماءه إلى بيئته وحفاظه على قيمه الثابتة والعريقة، بأسلوب حديث.
ونوه مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالباحة علي البيضاني، باهتمام فناني الباحة برسم الطبيعة والتراث بحس فني رفيع المستوى، مشيدًا بمشاركاتهم في العديد من المعارض بما أسهم في إبراز ما تتميز بها المنطقة من إرث ثقافي وفني وتراثي.
ويستمتع زوار فعاليات معرض «من الأرض»، بالتراث الطبيعي لأرض المملكة، ويحاكي تجربة الفنان السعودي مع تراثه وثقافته المحلية، بمختلف مكوناتها المادية والمعنوية، وتعكس انتماءه إلى بيئته وحفاظه على قيمه الثابتة والعريقة، بأسلوب حديث تحكمه تضاريس المكان والزمان، والعادات والتقاليد.
ويمثل الفن التشكيلي لمنطقة الباحة دورًا مهمًا في إبراز الجوانب الحياتية للمنطقة وأهاليها، من حيث طبيعتها وتراثها الشعبي وموروثها من الأزياء والعمارة التقليدية وغيرها من عادات وموروث المنطقة.