الرقية على المريض عبر الجوال أو الاتصال المرئي ونحوهما: لا بأس به، وذلك للأسباب التالية:
1 - المراد من الرقية هو وصول سماع الرقية من الراقي، وهذا يتم عبر الجوال، والاتصال ولو كان غير مرئي، واختلاف المكان لا يؤثر في المنع، لتحقق المراد من السماع.
2 - قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لمن قرأ على المريض فاتحة الكتاب: (وما يدريك أنها رقية). دل على أن المعتبر قراءة الفاتحة على المريض سبع مرات.
ولم يشترط المكان، وترك الاستفصال في مقام الاحتمال ينزل منزلة العموم من الكلام.
3 - لا شك أن اتحاد المكان أفضل لإمكان النفث على المريض مع القراءة، ولكن لا يمنع عدم إمكان النفث من القراءة، أو الرقية.
4 - قياساً على إمكان ائتمام المأموم بالإمام مع اختلاف المكان، فقد كان الصحابة يصلون خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو حجرته، وهم من وراء الجدار، وذلك مع إمكان المتابعة.
فإذا كان هذا في الصلاة ففي الرقية من باب أولى.
5 - فإن قيل: الرقية توقيفية.
فالجواب: لو كانت توقيفية، لأنكر النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصحابي لما رقى الرجل بالفاتحة، قبل أن يعلم بالنص الشرعي على الرقية.
6 - ولأن الرقية من القرآن الذي هو شفاء (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)، ومما وردت به السنة، ومن الأدعية المباحة، وهذا كما يكون للقريب في المكان الواحد، يكون من الراقي لمن هو بعيد عنه في المكان أيضاً.
والله أعلم.
** **
د. محمد بن سعد العصيمي - كلية الشريعة جامعة أم القرى/ مكة المكرمة.