ألقاكِ في الصمت؟ أم ألقاكِ في الصخب؟
أم في الصحائف من صبري ومن نصبي؟
خمسٌ عجافٌ سؤالي ظل منتصباً
كقامة الريح لم يهدأ ولم يثبِ
قوافل الظن لم ترحم توسله
وكل هذا الفضاء الرحب لم يحب
تلك المواجد ما قامت زعامتها
إلا على وعدك الغافي على الرتب
أتسألين ترى ما زال يهجس بي؟
فكان صمتي إشهاداً على عجبي!
إذ فيك من فتنة الأشياء أقدرها
على الغواية، ما في النفس سمت نبي
أجل أفز إلى حلواك، في ضلعي
طفل، وفي شفتي بَلٌ، كمغترب
لاحت له في جدار الغيب نافذة
تزقه للقاء غير مرتقب
فبات ليلته هل ثم أجنحة
لفرحة تغسل الشطآن بالسحب
يغفو فتحمله الأحلام متكئاً
إلى لبانة ثغر بارد ربب
يصحو وللوعد في عينيه أفئدة
تنز فوق متون الغيم والطرب
شوقي إليك مساءات أوابدها
جرح يضج وجرح قط لم يطب
شوقي إليك تباريح على كبد
ما ارتاح من رغب إلا إلى رهب
شوقي إليك صدى هيهات يطفئه
إلا نداك وما أحراك أن تهبي