اطلعت بكل أسف على ما كتبه رئيس اللجنة الإعلامية بنادي الباحة وما أضافه رئيس نادي الباحة الأدبي، وإن دل ما كتباه على شيء فيدل على عدم فهمهما لمهمتهما الثقافية؛ فالنادي الأدبي هذا مسمى جيد لمؤسسة تقوم بدور فعّال في المجتمع, لكن ما قرأته من قِبل رئيس النادي الأدبي يتنافى مع هذا المسمى. الغريب في الأمر أن ردة الفعل كانت من أجل رأي أدلى به محمد الشدوي في تحقيق صحفي, وكذلك ما قرأت بين السطور، فرئيس النادي الأدبي لم يقصد محمد الشدوي فقط, بل أكثر من شخص بمقال واحد، وكأني به يصطاد أكثر من عصفور بحجر واحد.
عندما قرأت التحقيق الصحفي وجدت الشدوي قال حقيقة ولا خير فيه وفي أمثاله من الشعراء إن لم يقولوا الحقيقة، وليت الإخوة في النادي الأدبي رجعوا إلى الحق؛ فالحق أولى أن يتبع, ففعاليات النادي الأدبي ليس لها وجود في تهامة، وحتى لو وجدت فعالية واحدة في العام - يرون أنهم يتصدقون بها علينا - فهي ليست كافية. ونقطة الاختلاف ليست في إقامة فعاليات ليأتي الشاعر من الأحساء أو من تبوك. نقطة الاختلاف تكمن في عدم استيعاب النادي الأدبي لمثقفي منطقة تهامة، وكأنهم جاؤوا من هندوراس. ولو نظرنا إلى تشكيلة النادي في الوقت الراهن لوجدناها خالية من مثقفي تهامة, وهناك من يرضون بالهامش وهم قلة، وأستغرب مقولة الأستاذ أحمد عن الاقتراحات المستحيل تنفيذها. هل استيعاب النادي لمثقفي المنطقة من المستحيلات؟! ربما هي في نظره من المستحيلات، ولكنها في أنظار الكثيرين سهلة يسيرة.
أما (الجغرافيا الثقافية) التي أطلقها الأخ عبد الرحمن سابي فهذه مردودة عليه؛ فالمنطقة فيها مَن هم خير منه، وعضوية النادي ليست بوابة الدخول إلى الإبداع، خاصة ونحن نشهد ثورة اتصالات هائلة، وبإمكان شاعر أو قاص أو مثقف الانتشار عبر الإنترنت لمساحة بحجم العالم العربي, أكثر من عضو ناد أدبي كعبد الرحمن سابي، لا يعرفه إلا من يحضر أمسية تقام له جمهورها لا يتعدى عشرة أشخاص في أدبي الباحة. وحتى أكون صريحاً لم نسمع إلا بحسن بن محمد بن حسن في تهامة، ولولا تذييل مقالَي أحمد المساعد وعبد الرحمن سابي لما عرفناهما؛ فنحن نجهلهما تماماً.
