شرفٌ لي أن أكتب عن هذا الشامخ بأدبه وثقافته، فإذا ما ذكرت الحقيقة كان خلفها ومعها (عابد) بحث عنها ليحيل العتمة ضوءً والسكوت لغة.
أديب مؤدب.
يثقف ويتثقف.
في صمته صوت التعب وفي تحايله أحيانا بالمفردات كسر لمقص الرقيب.
خطوطه الحمراء هو.
قناعته تتجاوز صبره أحيانا.
شاهد وطرف في كل قضاياه.
عابد خزندار.
صوت الناس الذين لا يعرفه بعضهم.
هو الناس المتخمون بالونَّة والصبر.
هو جبين الأرض الطاهرة الجديرة بالتقبيل.
أخشى عليه الرحيل ثم نعلن حبنا له تحت شعارات (المغفور له بإذن الله)، (المرحوم بإذن الله)، حبيب القلب.. وهكذا من عبارات التراخي الموسومة بالكذب وكأننا نمنح أوسمة العزة لحفنة من التراب.
يا سيدي.
أنت كبير ب (أنت).
أنت كبير بهامتك وحناياك وصوتك العطري وقلمك المخنجر وبقايا أوراقك ومحابرك.
ها أنا أزف إليك في محاولة انتصار (الجزيرة) لك.
أزف إليك عشقي من البحر إلى اليابسة ومن الوريد إلى الوريد وجدير بك أن نقف احتراما كلما مررت بذاكرتنا دون تصفيق تعودناه في مواسم التصفيق.
لك الحب الذي يعجز عن إشباع إرادتي.
ولك كل الأشياء الجميلة التي أودعها الله أرضه