الأديب عابد خزندار طاقة ثقافية، تتسم برزانة الطرح وعمقه، وقد هيأ له ذلك قدرة على تمرير انفتاحه، وجرأة أفكاره، تجد لديه التجدد، الذي لا يقترفه لمجرد مخالفة النمط والسائد، بل هو التجدد النابع من وعي أسسه واختاره، ثم أخذ يصدر عنه من إيمان وعمق رؤية. انهمك في طروحات الحداثة، وما بعد الحداثة، وحركية الإبداع وتجلياته، في وعي بالتنوير المستخلص منها، وفي استهجان لبعض التطبيقات المستعجلة والقافزة على المعطيات، يثق بتجريبه، ولذلك تتسم طروحاته الفكرية بسمة إبداعية، يجعل مقالاته في قدرة على التعامل مع الزمن على نحو فريد، يستحضر التلقي وهو يؤرخ من دائرة الماضي أو دائرة الحاضر، فيأتي حديثه حوارا للمتلقي في فضاء زمني ممتد من الماضي إلى الحاضر.، على النحو الذي ظهر في كتابه (حديث المجنون). تجربته الطويلة في عالم الكتابة،واقتران ذلك بمسؤولية الإصلاح والتنوير، أدى به إلى تبني رؤى ناضجة، وذات عمق لم يستوعبها البعض، مثل رؤيته للاستنفاذ الجائر للمياه في زراعة القمح، التي خالفت ما كان يضج به الإعلام، وأثبت الحال بعد ذلك ما كان في رأيه من عمق وصواب. أتفق معه في الكثير مما يطرح،وقد أفضل علي ذات يوم مناقشا ومحاورا، وقد سجلت ذلك في كتابي: أنت واللغة، الصادر عن نادي الطائف الأدبي عام : 1412هـ، مبينا ما اختلفت معه فيه من موضوع الحوار.