جميل أن يكرم الإنسان ويتلذذ بتكريمه، وجميل أن تكسر الجزيرة تابو التكريم للموتى. عابد خزندار قيمة تستحق التكريم فعلاً بكل ما صنعه من جدل ضده ومعه، وعابد تحول من مشروع تاجر بسيط لكونه من عائلة تجارية إلى وراق والورق هنا معناه الذهب والفضة من مبدأ التورق ولكنه وراق أضاء اسم الخزندار كثيراً من العقول أضاء لنا فكراً وقيمة وحضر من خلال احتفالهم بالإنتاج العالمي كتابا ومجلة وصحيفة ولاشك أن الغربة فعلت فعلها الساحر والمدوي في أعماق عابد خزندار، وكان من حضه أن تستوطنه باريس عاصمة الشغب الثقافي العالمي فقوضت كثيرا من هدوء ونسك الحجاز وعاش متناقضات حادة تولد منها عابد خزندار التصادمي كثيرا والمتصالح نادرا وبتكريم عابد وهو يستنشق عبق هذا التكريم حيا، فإننا نحتفل كما احتفلنا بالأمس بالرمز محمد العلي في نادي جدة الأدبي نحتفل اليوم عبر الجزيرة بهذه القامة التي كدحت لا لجمع الدولار واليورو من دهاليز باريس والغرب، ولكن لجمع واقتناص الفكر والمعنى والتحول في أقصى تجلياته وتمرده من هذا العالم المتناقض المتلاطم الذي ولد فيه عقل عابد خزندار الجديد.