أَعرضَ / أفعل هذا هو ميزانه الصّرفي، وأعَرضَ يُعرض يُرادُ به: صدّ يصدُّ فهو صادٌ، وليس قولك منصرفاً بمعناه؛ فالمعنى بين هذا وذاك يختلف.
ولأعرضَ معان منها:
1- أعرض: أشاح بوجهه
2- أعرض: صدّ
3- أعرض: تركَ
4- أعرض: كَرِهَ
ويُعرضُ يجعلُ ويبسط القّول، وعرّض يُعرّضُ يُبين مراده بدليله.
وعارضَ جاعل على وزن فاعل، وهو بمعنى مار يمر، تقول: الطيرُ عارض مار، وسوف يعرض الآن لنا: يمر بنا.
وأصل أعرض عارض ويعرض أنه بحسب المراد، فمنه عارض: مار وهو للمحسوسات، وعارض يُعرض ويستعمل في: المعاني كقول القائل عرضتْ له فكرةُ، وعرض له رأيٌ، أو عرض له أمرٌ ما، ويُقال في غير هذا: عارض ويُراد به (صاد يصدُّ) من الاعتراض وهذا قليل، فيُقال هذا جدار عارض أي صاد فلا يُمرُّ من خلاله، ومنه سياج عارض يعرض فهو عارض مانع يمنع الدخول لمن أرادوا.
وأعرض أبان وبان وتبين، ولا يُقال في هذا: (بيّن)
قال سبحانه وتعالى حكاية عن قوم سبأ حين زلوا وطغوا: (قالوا هذا: عارضٌ مُمْطرُنا) أي هذا سحاب بَيَنَ لنا مُقبل علينا سوف يكون فيه المطر لمزارعنا ودوابنا، وعرضوا لنا يُعرضون يُراد بذلك مروا أمامنا فهم يمرون، وهذا من المترادف، فتنبه، وعارضة ما يعرُضُ من الخشبِ على البئر، وعارضة مؤنث امرأة (1) عارضة مارة عابرة هكذا صفة للمرور السير، وأعرضْ بكسر الرّاء أبسط لي ما لديك، يقال أعرضْ لي القول وأعرِضْ لي الكتاب وأعرض لي البضاعة وإنما ذلك على سبيل الطّلب بصيغة الأمر.
ويُعرض (بضم الياء) من المرور بفعل فاعل بحس أو معنى قال الله تعالى في هذا {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا...} وعلى سبيل مُراد الترك قال سبحانه {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا...} يُراد بهذا ترك الحكم بغير الحق، وأصله: أعرض ترك ذلك وهو يعلم أو وهو يُعلل الترك بغير نص سليم (2)
(وعريضة) فعيلة بخلاف عريض فلا وجه هُنا قولاً واحداً، فعريضة يُراد بذلك معروضة على إنزال الصيغة منزلة المؤنث، وهذه لها مشتقات تأتي في بابها إن شاء الله تعالى، لكن من ذلك:
1- ناقةٌ عريضة: كبيرة العظام
2- عريضة: ورقة مكتوب عليها
3- امرأة عريضة: ممتلئة
4- حياة عريضة: مبسوطة بمال وجاه
5- عريض القفا: على سبيل الذم
وسمعتُ من بعض بلاد اليمن وجيزان: (ها اعرض)، وله وجه عندهم (3) فهم يزيدون.. الهاء.. لهجة للمبادرة، فهم يسكنون العّين، ويكسرون الراء. ولبعض سكان (تُهامة): (هيا اعرض) وهي لغة سليمة سماعية لا قياسية يُريدُ القائلُ بذلك: انصرف لكن بلغة التهديد (4)
والعروض على وزنه: فعول سماعي ومنه العلم المعروف، ونورده في جزء آت بحول الله تعالى.
1- فهي صفة مؤنثة، ويصح جعلها: علماً على الأنثى.
2- الأحكام.. لابن العربي
3- لغة عربية قديمة عند غالب الساحل الغربي، من ذلك:
ها تعال، ها وينك، ها قد روح
4- وحديث (أم برٌ في صيام في سفر) ضعيف، أوردته لعموم النفع.
* * *
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5485» ثم أرسلها إلى الكود 82244
الرياض