نسحب الأغطية من مشجب الملابس، نتدثر بجميع الأوشحة، وننتعل الطريق!! ننطلق نحو الأرصفة، وكأن الشوارع أكثر أماناً من جدران المنازل! نبحث عن شروخ في قارعة الطريق لعل الضوء يدخل من خلالها لينشر النور، ويبدد سواد الحزن المتلبس بنا كالشياطين!!!
الكل أصبح مشتتاً تائهين بين ما نريد وبين ما يمكننا أن نكونه؟! نرغب في كل شيء ولا نستطيع تحقيق (شيء)!! حتى الطقس لا يساعدنا على التركيز جيداً، يلهب بحرارته جروح الماضي، ويرغمنا على تقبل الحاضر بمضض... الملامح هي هي تائهة متخبطة لا تستطيع أن ترسم خطا منحنيّا في وجوه أصحابها.....!
أعلم بأن المجتمع قاسٍ حينما يشاهدك متعثراً؛ بسرعة لا محدودة يرميك في قعر الهاوية، وكأنه ينتظر تلك الزلة منذ (زمن) الولادة...! بأهداب الرحمة نتمسك مثقلين بسلسلة الأطفال الراغبين في كل شيء!!
ف(الطفل) المنهمك بتكسير بقايا ألعابه لا يفكر أبداً، كيف قمت (أنت) بشرائها له؟!! دور البطولة متعب ومنهك جداً... الوصول للقمة مكلف... والوقوف على خط الريح متأرجح.... ليس ذنب ذاك (الطفل) بأنك لا تتقن فن (اللعب).. حينما يكسر هو شيء لا بد بأنه يبني لك شيئاً آخر بمكان ما!! لحظات السعادة المؤقتة التي نشعر بها (أحياناً) ليست سوى استراحة محارب!! فالألم متربص يختفي بطريقة مخيفة كيّ يظهر فجأة سريعاً وبشكل مرعب جداً.. المثاليات لا وجود لها على الأقل في الفترة الزمنية (الحاليّة)..!
الدود يختفي بداخلها ينخرها مع كل جهة، يسمح للعفن بأن يتعايش معها بدقة لا محدودة.. تظهر كالحلوى جميلة الشكل رائعة التغليف تدفع مقابل شرائها الكثير....!!!!
يبالغون بتغليفها حتى انهم (أحياناً) يغلفونها ب(الأكفان)! لعلنا نخجل بأن نعترف بعفنها لكننا لا نخجل من (شرائها) ربما لأننا نتباهى (بغلائها)! أو ربما لأن الكثير يقتنيها (خفية)! مشكلتنا الفعلية ليست بالحلوى، إنها في الباعة الذين يمارسون التستر ب(دقة)!!! ولكن حينما يطلب منك أولئك (الأطفال) المتطلبون بعض الحلوى ماذا ستكون ردة فعلك؟؟!! هنا نعود مرة أخرى بما (تريد) وبما يمكن أن (تكون)......؟!!
أمام عينك أكتب وبخط عريض لنفسك ولمن سيقرئك بأن الأشخاص الذين تحبهم سيمارسون سيئاتك التي كنت جاهداً ول(عمر) طويل بأن تنهاهم عنها...!! معادلة صعبة..! وعلاقة تجمع ما بين (الطردية) و(العكسية)....! لا ترهق نفسك كثيراً.. عد مرة أخرى لجدران منزلك وعلق عباءتك على ذاك المشجب!!!
sara.alzonaidi@gmail.com
عنيزة