هذا الكتاب القيّم المفيد المسلي الممتع، ألفه غرس النعمة أبو الحسن محمد بن هلال الصابي المتوفى سنة 480هـ، حققه وعلق عليه وقدم له د. صالح الاشتر، طبعة أولى عورضت بثلاث نسخ مخطوطة طبع عام 1387هـ وجاء في (541) صفحة، وتضمن (405) هفوات أي زلات وبه الفهارس التفصيلية التالية:

- الأعلام

- البلدان والأمكنة

- الشعر والقوافي

- الألفاظ والاصطلاحات الحضارية والغرائب

- الألفاظ المشروحة

- الآيات القرآنية

- الكتب التي ذكرها غرس النعمة في المتن

- الكتب والمراجع

- محتويات الكتاب

وجاءت مقدمة المحقق رحمه الله في (55) صفحة والكتاب من مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، هذا المجمع الذي طبع الكثير من أمهات كتب التراث بتحقيق (فطاحلة) الأدب واللغة في سوريا، ومثله المجمع العلمي العراقي (رحمه الله) والغريب أن هذا الكتاب لم يطبع (حسب علمي) مرة ثانية مثله.. مثل كتاب: هارون الرشيد.

هارون الرشيد.. دراسة تاريخية اجتماعية سياسية، تأليف: د. عبدالجبار الجومرد.. من العراق طبع عام 1376هـ، وجاء في 628 صفحة، لم يطبع مرة أخرى - فيما أعلم -، وكنت كتبت عنه فقرة صغيرة في أحد مقالتي (أكثر من موضوع)، واستغربت عدم إعادة طباعته.

كذلك كتب عنه فيصل حسون في جريدة البلاد بتاريخ 27-3-1307هـ فقد أثنى عليه واستغرب عدم طباعته مرة أخرى خلال 30 عاماً، (وأصبحت المدة الآن أكثر من 50 عاماً).

وما زلت أحتفظ بمقال حسون حيث وضعته داخل صفحات نسختي.

وقد أنصف د. الجومرد الخليفة هارون الرشيد من التهم الباطلة التي ألصقها به الشعوبيون، كما أنصفه - مؤخراً - شوقي أبو خليل في كتابه: (هارون الرشيد.. أمير الخلفاء، وأجلُ ملوك الدنيا) 1397هـ، 183 صفحة، كما أنصفه محمد الزين وأحمد القطان في كتابهما: (هارون الرشيد.. الخليفة المظلوم) ط2 1409هـ، 288 صفحة.

أعود - أيها الإخوة - والعود أحمد (بن أبيه) لكتاب الهفوات النادرة، والهفوات جمع هفوة وهي الزلة تصدر من الإنسان دون أن يحسب لها حسابا. حيث ذكر المؤلف أنه جمع بعض الهفوات الجارية على ألسن المتحفظين المتحرزين، والسقطات الآتية من الغارّين الغافلين.. فعملت على جمع ما ندر من ذلك.. وأضفت إليه قطعة من أخبار المغفلين المحظوظين، والجهال المرزوقين، ... الخ.

والهفوة الأولى تخصه حيث قال: فأول ما أبدأ به ما خصني منه، وهو أنني كنت جالساً.... الخ

تهذيب.. أم تشويه؟

جاء أخونا: عبدالله بن عايد الحربي فاختصر الكتاب، وأتى منه بـ(185) هفوة فقط أي أقل من نصف الكتاب، ورمى بقية الهفوات النادرة، زاعماً أنه هذب الكتاب، وتم طبعه عام 1419هـ في 289صفحة، ورُبَّ عُذر (أشين) من فعل ورمى (أي أسقط) مقدمة المحقق الأشتر، كما رمى (أي أسقط) الفهارس التفصيلية التي أثبتها المحقق، ما عدا فهرس الموضوعات التي بقيت بعد الحذف والإسقاط والرمي.

وزعم المختصِر (بكسر الصاد) أن المؤلف الصابي قد أرسل للقلم خطامه، فأورد الأخبار بلا تحفظ، مما قد يستقبح ذكره، أو ما يجب ستره.

وهذا - في رأيي - يخالف الأمانة العلمية، ويشوّه المادة، ويخلّ بالمحتوى، ويسيء للمؤلف والمحقق.

وقد قابلت في الرياض د. حسن أبو حسان فأزمعت أن أسلمه الفقرة التي كتبت عن الكتاب ليخبر المحقق الأشتر بما حدث لكتابه، فأفادني بأن د. صالح الأشتر توفي منذ فترة رحمه الله، ولكنه سيسلمها لأخيه.

أقول قولي هذا، واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.

ولولا خشية الإطالة أوردت لكم تلك الهفوات التي أثبتّ أسماءها في غلاف نسختي وهي:

- الشاعر ذو الرمة وهفوته في شعره

- هفوات شعراء آخرين

- هفوات مع الضيوف

- الحجاج.. والبستاني

- الشاعر جرير وعبدالملك

- الحجاج.. والفلاح

- غلط.. في (قل هو الله أحد)

- المهاجر الكلابي (والي اليمامة) وجماعته

- نخلة سهريز

- بين ابن سكره وزوجته

- حيلة من زوجة.. وهذه أوردها د. عبدالعزيز الخويطر في كتابه: (النساء رياحين).

مكتبة قيس للكتب والجرائد القديمة