الثقافية - سعيد الدحية الزهراني

أكد المفكر الأستاذ الدكتور عبدالله الغذامي عدم تراجعه عن قرار استقالته من الهيئة الاستشارية لجائزة الشيخ زايد للكتاب إثر القضية التي فجَّرها الأستاذ عبدالله السمطي حول سطو الدكتور حفناوي بعلي في كتابه (مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن)، الذي فاز بالجائزة عن فرع الأدب للعام الماضي، على كتاب الدكتور الغذامي (النقد الثقافي: قراءة في الأنساق الثقافية العربية).

وبيّن الغذامي أن استقالته تأتي حماية لشرف الجائزة، مُحمّلاً نفسه بنفسه - على حد وصفه - المسؤولية الأخلاقية، رغم ألا علاقة له بهذا الموضوع، قائلاً: في مثل هذه القضايا يفتح الرأي العام للجماهير صحفياً وقراء، ويصبح مهماً جداً، ولا يكفي أن يقول المرء أن ليس لي أمر فيما حدث وهذه هي الحقيقة طبعاً وكما تعودنا أن الصدق منجاة، لكن هذه الحالة تعطينا معنى آخر، هو أن الصدق ليس منجاة؛ لأن الجمهور يلوم ويتساءل، وفي هذه الحالة تصبح حماية الجائزة وشرفها أهم من حماية الشخص لذاته؛ ولذلك يهمني جداً أن أبرئ ساحة جائزة الشيخ زايد للكتاب، وأن أُحمّل نفسي بنفسي المسؤولية الأخلاقية حتى وإن كان لا علاقة لي بما حدث أبداً، ولكن كما ذكرت في خطاب الاستقالة بيت الحارث بن عباد:

لم أكن من جناتها علم الله

وإني بحرها اليوم صالِ

ويحدث كثيراً للمرء أن يكون في وضع لا علاقة له به ولا ذنب له أبداً، ومع ذلك يلزمه تحمل مغبات الحدث، وأنا أتحمل الحدث في سبيل حماية الجائزة.

وحول محاولات ثنيه عن الاستقالة قال الغذامي: القرار قراري، وأنا مُصرّ عليه، وهو يمثل قناعاتي، ولن أتراجع عنه. والقرار أصلاً لحماية الجائزة، ولن أتخلى عن هذا الدور، دور الوفاء للجائزة.

وعند السؤال عن حفناوي بعلي قال: لا أقول له سوى أني حزين من أجله، وما كنت - والله - أتمنى له هذا الحرج البالغ، ولكن - وكما قلت من قبل - فإن حقوق الجائزة أكبر من الأفراد وحقوقهم وعواطفهم.

كما نصح الغذامي زملاءه أعضاء الهيئة الاستشارية بعدم الاستقالة قائلاً: ليس لزملائي علاقة ولا ذنب في هذا الموضوع، ولا أنصح أحداً منهم بالاستقالة، وإنما استقالتي لأن كتاب حفناوي كان يمس كتابي أنا شخصياً وليس كتاب أي واحد من أعضاء الهيئة الآخرين.

واختتم الغذامي حديثه ل «الثقافية» بالإشادة بقرار جائزة الشيخ زائد للكتاب قائلاً: الجائزة اتخذت قراراً شجاعاً جداً وشفافاً جداً، وكان ضرورياً لحماية رمزية الجائزة ومعناها الثقافي والحضاري.