لم يمضِ على افتتاحِ عيادتي الريفية سوى بضعة أسابيع، لم تكن كافيةً لأنْ أمتلىء ثقةً مثلما هُمُ الأطباء عادةً. لكنّني كنتُ قد تجاوزتُ رهبةَ الانتقال إلى الممارسة العمليّة. ليس هذا بالقليل طبعاً!
عيادتي الأولى هذه كانتْ في بلدة «تل أبيض» الواقعة على الحدود التركية. بلدةٌ صغيرة. ناسُها ريفيّون بطباع مُتناقضة، تجمع بين البساطة والمزاح الدائم، وبين نوعٍ من الحذر تجاه الموظّفين والمتعلّمين
...>>>...
العلم والإيمان، الحظ والجهد، المثالية والواقع، وغيرها الكثير مما ينتجه التفكير الثنائي تمثل اليوم سياقا مهما في تشكيل مختلف الآراء الاجتماعية سواء حول الجديد أو القديم في واقع حياتنا.
وإذا ماكانت حرية التعبير عن الرأي هي البذرة التي نعول عليها في التغيير الاجتماعي في هذه المرحلة المهمة لنا كمجتمع يكتشف نفسه والعالم في وقت واحد، فإن هذا الرأي الذي نندفع للتعبير عنه عليه أن يكتشف مايحكمه قبل أن
...>>>...
ما أن التقيت صاحبي حتى بادرته القول: أنت إنسان من جيل مضى.
قال: ما الدليل سلمك الله؟
قلت: لأنك متعلق بالشعر القديم، كالمعلقات، وغيرها من منتقيات الشعر كالمفضليات والأصمعيات وطرديات أبي نواس (1) ونقائض جرير (2) والفرزدق (3) وغير ذلك من الشعر الذي أصبح في طوايا التاريخ بينما الساحة الأدبية الآن تعج بمئات بل بألوف الشعراء والمبدعين الذين لهم في ميادين الشعر أقدام راسخة.. فمن الشعر العمودي
...>>>...
أليس الطموح هو سراب الزمن المعاصر الذي من شأنه أن يزجّ بمعتنقيه في أتون الهلاك ؟ وتماما كما أن سراب الماء يودي بحياة رجل الصحراء شديد الظمأ وهو يخادعه، ألا يكون للطموحات الراهنة الصنيع ذاته ؟ أما يقلّنا سراب الطموح المخاتل صوب حافة الهاوية، حيث نلاقي حتفنا على قارعة طرقات المدينة السريعة واللاهثة المفضية إلى وجهات الطموح، جريا وراء الأحلام الوردية ؟