أسمى اللحظات وأقواها تلك التي يهب فيها شخص ما وقته وجهده لأجل قضية ما عبرت من قبله عدداً من بني جنسه قد يصل عددهم من عشرات إلى مئات ولكن بروتين معتاد لا تفتك بخيوطه العتيدة وسائل التكنولوجيا الحديثة ولا تحرك سكونه أنهار من الأحداث المتجددة والعديدة ومكمن العجب أن يقفز حينها قفزاً مختالاً آخرون ما بين مساندين ومتسابقين وشواهد لا بد أن تعتبر بوجودهم وتحتفظ بشهاداتهم الحكيمة التي قد أقفلت عليها الأدراج ولا ضير أن تنتظر لأن المفتاح قد فقد!

قد كان الأمر مجرد صدى تحدثه به أنفسهم أما الآن فهو سباق وعدو سريع, لا يفتح الضمير جفنيه إلا حينما تهب رياح برائحة السيادة تحرك الأماكن.. فلا عبرة بنسمات عابرة فالأنفاس ذاتها والأفواه كثيرة!

وفي جانب آخر متوافق ومن مخرجات هذه المشاهد أنه على الرغم من تفاوت مجتمعنا والإمكانيات الموفرة من منطقة لأخرى إلا أننا نجدها جموعاً غفيرة في المحافل الدورية ووفوداً مزدحمة في المعارض المفتوحة عطشاً لاحتفاء وتقديراً وتطلعاً لكل جديد وحسرات لضيق الوقت والمكان ومقترحات لتطوير. أثر عميق لها ومنطلق سامق ينطلق منها قد لا يلاحظ على الوجوه الظاهرة وإنما في سكنات الروح المتسائلة وبواطن العقول المتفكرة, فلا عبرة الآن لمن يريق الرؤى الفذة وينتهج هندسة بناء السدود الخيالية من أجل وأد تطلعات يظنها مكلفة وغير ذات أهمية فهي لا تدر مالاً بقدر الجهد المبذول ويخشى أن تسبب كساداً وخسراناً ومن أجل ذلك توصد الخزائن لأجل غير مسمى ويتوقف النماء! تحتاج الأرض لأصوات لا تصمت حينما يقال لها اسكت فالعقول حراك للحياة بكل طرقها, ها هي الأماكن الغريبة كما يجدها الأشخاص حينما يرغبون في الذهاب إليها بالخريطة فكذلك العقول تواجهها عقبات وهذه العقبات ما هي لديهم إلا منعطفات لطريق أفضل وتفاوت الرؤى أثناء العبور ما هو إلا منتهى لأماكن كثيرة جميلة.. ينعم بظلالها الجميع.

خلاصة الفكر:

أسرع القيم نماءً ما تبذر في لحظات من الضوضاء الاحتفالية العامة.. ففيها تتكافل الجماعات المؤيّدة وإليها ينساق بود نقيضها..

خارج النص:

يا رياح الكتب لا تتوقفي

في سائر الوطن تجولي..

فالأرض عطشى للنماء

وملأى بأجساد البشر..