الفنانة التشكيلية السعودية مع ما تواجه من إشكالات الفرص والضغط الاجتماعي وأمور أخرى قد تعيق مسيرتها الفنية، إلا أنها تؤكد يوما بعد يوم قدرتها على المواصلة والمنافسة والعطاء مثل الرجل بل أنها قد تكون اكثر قدرة على التعامل مع جوانب أخرى لا يحسنها الرجل في مجال الفنون.
المرأة التشكيلية نجدها أكثر حماسة وتطلعا إلى المستقبل وبالتالي العمل بحماس كبير من أجل تحقيق ذاتها وتأكيد قدراتها الفنية لمواكبة الرجل أو التفوق عليه.
ما دعاني للكتابة في هذا الأمر ولأكثر من مرة ما تواجهه بعض الأخوات أو إحساسهن بالغبن من جانب بعض الفنانين بخاصة عندما يتعلق الأمر بالآراء الصحافية أو ما تطرحه بعض المواقع الإلكترونية أو ما إلى ذلك من جوانب لها الصفة الإعلامية التي تكيل للفنانة الكثير من الاتهامات بخاصة ما يتعلق بمستواهن الفني أو العكس أحيانا.
عندما أعلنت وزارة الثقافة والإعلام العمل على تشكيل مجلس إدارة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية كان حضور الأخوات كبيرا وكان صوتهن عاليا واتجهن إلى حضور تم من خلاله انتخاب ثلاث فنانات لمجلس إدارة الجمعية ضُمّ لهن اسم رابع فيما بعد، بمعنى أن هناك جدية في إمكانية الحضور والعمل بجانب الرجل وبما يحقق ذاتهن الفني والمهني في هذا الاختصاص ولإثبات قدراتهن كما هي قدرات الرجل، وعندما بدأن في المشاركات المحلية استطاع البعض منهن تحقيق الجوائز المتقدمة ولفت الأنظار بالمستوى الفني. أيضا سنجد الأعداد تكبر وتزداد في المعارض المختصة للفنانات التشكيليات والتي بدأت وزارة الثقافة والإعلام تنظيمها ومنح الجوائز المادية فيها وأيضا الاقتناء وخلافه.
سنجد في معارض كالسفير والخطوط السعودية والجنادرية والفن السعودي المعاصر وغيرها الأسماء التشكيلية النسائية التي استطاعت تقديم نفسها بشكل جيد بل وحصلن على الجوائز في هذه المعارض أو أمثالها.
قبل أكثر من عقد قامت في الرياض مجموعة فنانات الرياض وتحملن إقامة أكثر من معرض لكن الظروف لم تسعفهن للمواصلة.
في الخبر قامت مجموعة الاتجاهات الفنية وأقمن خلال سنوات قليلة أكثر من معرض أراها معارض تتنامى وتكبر مستوياتها وإن كانت ببطء، والعضوات أنفسهن يتحملن مصاريف نشاطهن وهي مصاريف غير قليلة.
قبل ذلك كان اهتمام مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف بالاهتمام بالموهوبات التشكيليات ومن خلال اللجنة النسوية كانت تنظم الدورات التدريبية لهن ولم تزل منذ الثمانينات، في القطيف نفسها تبنت الفنانة حميدة السنان دورات تدريبية لمجموعة من هاويات الرسم فسعت ولم تزل في تنظيم دورات تدريبية من خلال اتيليه فن الذي أسسته قبل قرابة العشرة أعوام. في القطيف أيضا قامت بعض الفنانات التشكيليات بتأسيس مجموعة فنية تسمّت بأكثر من اسم ولم تزل تقيم معارض مختصة بالتشكيليات من خلال اللجنة النسوية في مركز الخدمة الاجتماعية، في جدة لم تزل معارض الواعدات والموهوبات مستمرة. في الدمام والأمر أسبق مما ذكرت كان مرسم الدمام أوائل الثمانينيات وبإشراف الفنانة التشكيلية منيرة موصلي.
لاشك في مدن ومواقع أخرى كان للفنانة التشكيلية أو للموهبة التشكيلية النسائية حضورها الفني التشكيلي. بمعنى أن الاهتمام بالفنانة ليس جديدا وان الفنانة أو الموهبة سعت لنفسها بالمواكبة والتعلم من زميلتها الأكثر خبرة كما الاستفادة مما تتيحه لها الدولة من معارض أو فرص المشاركات الخارجية، بل إن بعض الأنشطة التشكيلية الخارجية السابقة كان للفنانة التشكيلية السعودية حضور فيها بالتواجد وبالمشاركة. نلمس هذا الحضور والتواجد في مناسبات دولية قريبة فكان حضورها أو تواجدها في ارت دبي وفي بينالي فينيسيا وفي بينالي القاهرة. هي هنا أما للمعرفة أو للمشاركة وهو حضور وتواجد طبيعي في ظل الإحساس بأن الفن المحلي يتنامى وتتنامى أعداده سواء على مستوى الرجل أو المرأة.
لاشك أن ما تتناوله بعض الصحافة وما يطرحه بعض الاخوة من آراء لا يقلل من قيمة أي شخص سواء رجل أو امرأة لكن الأخوات أو بعضهن أكثر حساسية في قبول الرأي وأرى أن عليهن أن لا يأخذن بكل صغيرة وكبيرة، لأنها آراء وهي لاشك آراء شخصية لا تعبر إلا عن وجهة نظر من يطرحها، وإن جانب بعضها شيئا من الصحة، فهذا لا يعني التعميم.
الدمام
aalsoliman@hotmail.com