المؤلف: أحمد داود أوغلو،
ترجمة: محمد جابر ثلجي وآخرون
الناشر: بيروت: الدار العربية للعلوم، 2010
يتناول الكتاب الميزات المتعلقة بالعمق التاريخي، والمحصورة ضمن إطار العمق الإستراتيجي القائم على صنع السياسة الخارجية، ويتناول كذلك بشكل أكثر شمولية الاتجاهات الجيوثقافية والجيوسياسية والجيواقتصادية للعمق الإستراتيجي المذكور بشكل متكامل، وإظهار خصائص هذا العمق، التي يجب بدورها أن تؤثر على التوجه الإستراتيجي. تتناول فصول الكتاب دراسة وضع تركيا باعتبارها دولة محورية في مركز الإستراتيجيات الدولية والإقليمية، واعتبارها، فيما يتعلق بمسألة الهوية، دولة ممزقة (Torn country)، كما وصفها هانتيغتون من جهة أخرى. وهذا ما يستلزم برأي المؤلف تغييراً في طبيعة البنية الديناميكية لتركيا، من حيث إنها تمثل بنية ديناميكية ذات مقياس صغير، توجد ضمن إطار ديناميكي عالمي ذي مقياس كبير... تأتي أهمية هذا الكتاب من كونه يأخذ بالاعتبار التحولات التاريخية لفترة ما بعد الحرب الباردة وتبدل موازين القوى في العالم، فهو يعيد تقييم الأوضاع بشكل جديد، يرتبط بفهم طبيعة بناء الدولة التركية الديناميكي والمتغير إلى حد كبير، فلفترة طويلة من التاريخ كانت في نظر العالم دولة جسرية، ليس لها رسالة سوى أن تكون معبراً بين الأطراف الكبرى، دون أن تكون فاعلاً بين تلك الأطراف. ولذا، فقد بدت تركيا لدى الشرقي دولة غربية، ولدى الغربي دولة شرقية. وكان من الضروري من ثم رسم خريطة جديدة لتركيا تجعلها مرشحة لأداء دور مركزي. وأن تصبح دولة قادرة على إنتاج الأفكار والحلول في محافل الشرق ومنتدياته، رافعة هويتها الشرقية دون امتعاض، وقادرة على مناقشة مستقبل أوروبا داخل محافل أوروبا ومنتدياتها من خلال نظرتها الأوروبية.
الكتاب، دراسة لمكانة ووضعية تركيا الحالية على المستوى السياسي الإقليمي والعالمي.