في أكثر من ثلاث مئة صفحة من القطع الكبير، وبطباعة مميزة وتجليد فاخر جاء إصدار الجزيرة الثقافية عن الشيخ عبد الله بن محمد بن خميس أمد الله في عمره بصحةٍ وسعادة، وقد ابتدأ الكتاب بتمهيد لمدير التحرير وتقديم لرئيس التحرير ومقدمة للدكتور عبد العزيز الخويطر وقراءات وشهادات لكل من الأساتذة والدكاترة: «وفق ترتيب مقالاتهم في الكتاب لموضوعاتهم: ومع حفظ الألقاب:
- أميمة الخميس - هيا السمهري - عبد الرحمن المعمر - محمد بن سعد آل حسين - خالد الخنين - محمد الربيِّع - فهد السماري - علي العمير - عبد الرحمن الشبيلي - محمد الشقحاء - محمد الشويعر - أنور عشقي - مسعد العطوي - أحمد الصالح - سعد العفنان - ناصر العُمري - عبد العزيز الفيصل - حمد القاضي - سهيل قاضي - محمد الخطراوي - محمد علي قدس - عبد الله الحميد - محمد الفيصل - علي القحطاني - فاروق باسلامة - طاهر تونسي - عبد الله ثقفان - عثمان الصالح - عبد الله نور - معجب الزهراني - عبد الله خياط - أحمد السالم - معن الجاسر - عبد الرحمن السدحان - إبراهيم الحميدان - عبد الله الحقيل - فهد العتيق - عبد الله العريني - عبد الله المعيقل - خالد اليوسف
أما قبل
مما كتب الزميل الدكتور إبراهيم التركي في التمهيد تحت عنوان (لأنه المؤسس)
في هذا الإصدار تمتزج الشيئية بالشخصية؛ فنقرأ الحدث والإنسان، أو التجربة والتاريخ، ونستعيد نصف قرن لم يكن متعلموه رقماً، ولم تكن مؤسساته اسماً، ولم تكن تجاربه غنماً، وهنا مدار التميز؛ حين يستشرف فردٌ قادمَ تغير؛ يزداد علماؤه، وتنمو تنظيماته، وتربح مبادراته، وبه تصبح «الجزيرة» محطة مهمة في مسيرة فرد.
عبد الله بن خميس قرأ الأفق البعيد، مثلما قرأه قلة من مجايليه؛ فكانت هذه المؤسسة الصفحية العملاقة نتاج تفكير وتقدير سبق زمنه «سواء أجاءت الصحيفة امتداداً للمجلة أم استكمالاً بعد إيقافها»؛ فحق له أن يفتخر، ووجب علينا أن نمتن عبر عمل نحسبه كبيراً.
كتب الجميع ممن زامله ومن تتلمذ عليه ومن سمع عنه، ورصدنا شهادات حاضرة، وشهادات غائبين لنقول: إن عارفي فضل أبي عبدالعزيز أكثر من أن يستوعبهم هذا العمل فهو إذن نموذج على ما يراه المشاركون في الرجل المتعدد؛ شاعراً ومؤرخاً وجغرافياً وراوية ونسابة ووراقاً ورمز مجتمع.
الحياة محطتان: إصرار وانتظار، عطاء ووفاء، وبذار وثمار، وتخطيط وانطلاق، وللتأسيس ملمحان: سعي وسعادة، وما أجمل أن يمر بها الفرد في حياته مثلما يعيشها شيخنا ابن خميس.
المقدمة
ومما كتب الأستاذ خالد المالك:
هذا التكريم للشيخ عبد الله بن خميس ينسجم في تصوري مع اقتناعنا جميعاً بأن الدول المتحضرة هي التي تكرم رموزها وتحتفي بالرواد من أبنائها في مختلف ميادين الثقافة والعلوم الإنسانية، وفي كل حقل وعلم وإنجاز ينهض بالأمة ويقوي من عزيمتها بلوغاً لآمالها وتحقيقاً لتطلعاتها، ومن هنا جاء تكريم الشيخ عبد الله بن خميس.
وأنا في هذا الموقف، لا أريد أن أستبق من هم أحق مني بالحديث عن عبد الله بن خميس الشاعر والأديب والمؤرخ والإعلامي وذي التوجه الموسوعي والمعرفي في الاهتمام بالثقافة والفكر اهتماماً يغوص فيه شيخنا كما سنرى من المتحدثين بأدق تفاصيلها.
غير أني وقد عملت إلى جانبه ومعه أكثر من ثلاثين عاماً فاستفدت من علمه وخبرته وتجربته ما أفادني كثيراً. أنى لي أن أفوت فرصةً كهذه من دون أن أشير ولو إشارةً عابرةً إلى الملامح الثقافية والإعلامية المميزة التي لفتت نظري -ومثلي كثير- في واحد من شخصيات الرعيل الأول الذين شاركوا منذ بواكير شبابهم في حركة التنوير الملتزمة بثوابت الأمة من عقيدة إسلامية وتقاليد عربية أصيلة.