أدّب قصيدك واخلع الرحمَهْ
لا تعطه قُبَلا ولا ضَمّهْ
أرسله مجنوناً بفتنته
متنبّئًا بالسعْد والغُمّهْ
متقحّمًا للضوء يسبقه
ذا هامة بالسحر معتمّهْ
يغشى خبايا العقل يطربُها
بخَباله، أصواته جَمّهْ
الشعر يغدو إذ تدلّله
وغدًا قريح الهمّ والهِمّه
للهذْر طوفان سيجرفُه
فاعجل به وادفعه للقمهْ
أعطشه حتى يرتوي ظمأً
وأجِعه حتى يعبد اللقمه
وابعثه للموتى يساجلهم
ويعودُ بين ثيابه رِمّهْ
فإذا بدا للإنس أفزعهم
والجنّ بين يديه ملتمّهْ
أرسله إعصاراً يداوره
قصفُ الرعود ويبتغي ضمّهْ
يُنسي شداة الشعر عنترةً
ويسفّه المجنون والصمّهْ
هذي سبيل الشعر، فاقسُ على
يقظاته ودعِ الردى حُلمَهْ
فإذا تقازم عن مطاولة
فاقرص يديه وأعطه لطمهْ
وإذا تخاذل عن مساورة
فالعن أباه ولا تدعْ أمّهْ
وإذا ارتخى وارتدّ منكسراً
اطلق عليه رصاصة الرحمهْ