أن تكون فناناً أو كاتباً عن الفن فإن ذلك يحتم عليك أن تكون على اطلاع معرفي كبير بما يدور حولك من أحداث ذات صلة بواقع الحراك التشكيلي عالمياً، إقليمياً أومحلياً على أقل وأهم تقدير، ولقد حرصت في هذه الفترة على تحري بعض المعارض التي يتوقع إقامتها قبل نهاية العام الحالي، كمعرض مسابقة المقتنيات للأعمال الصغيرة وملتقى الفنون البصرية لفناني دول الخليج؛ وجاء اختيار جدة مكاناً لإقامة المعرضين؛ ولعدم إمكانية السفر حاولت بالمقابل الحصول على أية تغطية مصورة أو فيديو للحدث سواء ورقياً أو إلكترونياً فلم أجد ما يشبع فضولي من كم الصور للأعمال المشاركة، إلى أن زودني أحد الأصدقاء بنسخة من كتيب معرض ملتقى فنون الخليج؛ تصفحته سريعاً في لحظتها فشدتني الكثير من محتوياته مابين تصوير تشكيلي وفوتوغرافي وخط عربي، غابت بعض الأسماء الخليجية الكبيرة التي كانت تثير إعجابي فيما سبق؛ وحضرت أسماء جديدة لا تقل في جمالها عمن سبقها، سألت نفسي ماذا لو لم أحصل على نسختي هذه؟ فهل ستتوفر لدى المكتبات العامة ومكتبات الجامعات والجمعيات المعنية نسخ منه أو هل سيتم رفعه وغيره من كتيبات لمعارض سابقة على هيئة إرشيف رقمي على الموقع الإلكتروني للوزارة؟ ماذا عن تبني مشروع وطني لتوثيق حركة الفنون البصرية بشكل عام ورسمي شبيه بموقع (أدب) الذي توثق فيه القصائد الشعرية بشكل مرجعي سهل وجميل، فالفنون البصرية لاتحتاج فقط إلى افتتاح وجولة سريعة وأخبار نصية تنتهي بنهاية الحدث وتغيب عن الأجيال اللاحقة! إن التوثيق يعني الحفظ التاريخي والثقافي وحفظ حقوق المشاركين على حد سواء. هذه الفكرة لاتحتاج لمبالغ طائلة لتطبيقها بل إنها لن تكلف نصف ماقد يكلفه طباعة كتيب فاخر وأنيق كالذي حصلت عليه.
Hanan.hazza@yahoo.com